ما إن صدر الأمر الملكي الكريم من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز في الخامس والعشرين من شهر رجب في العام الماضي، بتعيين الأمير منصور بن مقرن- رحمه الله- نائبًا لأمير منطقة عسير، حتى استهلت المنطقة بعضيد لأميرها فيصل بن خالد، وتسارعت الأعمال، وتحولت عسير إلى ورشة عمل كبرى، من الزيارات لأمير المنطقة ونائبه. كانت الابتسامة والتواضع لا تفارقان المرحوم الأمير منصور. وقف على احتياجات الصغير قبل الكبير، والقاصي والداني. الأمير منصور بم مقرن، الذي كان عاشقًا متيمًا بمنطقة عسير، وكان جمال المنطقة بمثابة روح تحفزه لخدمة الأهالي، حتى بادله الأهالي الحب بحب، الوفاء بوفاء. الزيارات المتوالية للأمير منصور برًّا وجوًّا، كانت عينًا ساهرة، تتلمس حاجات المواطنين في أرجاء منطقة عسير كافة، قطع فيها الأمير آلاف الكيلو مترات شرقًا وغربًا وجنوبًا وشمالًا في المنطقة. وقف على كثير من المشاريع التنموية. استمع للأهالي، ووجه بحل مشكلات كثيرة، حتى أصبح الأمير المحبوب والقريب من المواطن. الأمير العاشق للمنطقة وسكانها، كان يجوبها برًّا، ويرى أرضها، يودّعها اليوم، جوًّا، وهو يوجه الوداع الأخير من السماء.