استطاع مجموعة من الشباب العصاميين أن ينحتوا أسماءهم في سماء المال والتجارة وطلب الرزق والبحث عن المال الحلال والسعي لخلق الفرص الاستثمارية، حاملين على عواتقهم سلاح الكفاح والمثابرة والاعتماد على النفس، حيث لم يدر في خلد أحدهم يوماً أن التجارة محصورة على فئة معينة من الناس، بل جعلوا مبدأهم وديدنهم التوكل على الله والسعي وفعل الأسباب حتى الوصول للنجاح. شباب عصاميون وسط أطنان التمور بمهرجان بريدة للتمور، لكل منهما مؤسسة خاصة تُعنى بالتمور ومشتقاتها، يحرصون في كل عام على التواجد بمدينة التمور ببريدة، لشراء ما يحتاجونه لمؤسساتهم الخاصة والمنتشرة في منطقة القصيم وباقي مدن المملكة، وتأمين أجود أنواع التمور لزبائنهم. وقال محمد صالح العتيبي -وهو أحد هؤلاء التجار- إنه بدأ مهنة بيع التمور منذ ما يقارب 30 عاماً، حيث كان يأتي لسوق تمور بريدة بصحبة والده لبيع محصول مزرعتهم، مؤكداً أن تلك هي البذرة التي دفعته لمزاولة التجارة في التمور، وتوسيع نطاق تجارته بشكل أكبر، لافتاً إلى أن مهنة بيع التمور ومتابعتها والإشراف عليها من المهن الشاقة التي تحتاج إلى جهد وصبر أكبر، لكن فيها من الأرباح المادية الشيء الكثير. وأشار إلى أن بيع التمور وتجارتها قد يشوبه شيء من التعب والخسارة، ولكن الصبر والتوكل على الله والسعي للنجاح هو الحليف بحول الله، مبيناً أنه يمتلك 3 محال تجارية تُعنى بالتمور ومشتقاتها في مدينة بريدة والرياض، ويجني منها أموال طائلة تقدر بأكثر من 20 ألفاً شهرياً، حاثاً الشباب على ضرورة الخوض في غمار التجارة والبحث عن الرزق والصبر وعدم اليأس مؤكداً أن الأرباح التي سيجنيها أي شاب من خلال التجارة ستكون بمثابة الدفعة المعنوية للوصول للنجاح وتحقيق الأهداف. من جهته أكد الشاب خالد عبدالله الحميد، أن وصوله للنجاح لم يأتِ من فراغ بل نتاج صبر ومثابرة، مشيراً أن بدايته في التجارة انطلقت من مزادات التمور التي يعرضها المزارعون من محاصيلهم، حيث يؤكد أنه يحضر للمزاد ويشتري بسعر الجملة ويبيعه بالتفريد وبأسعار أعلى، حتى تطورت تجارته إلى أن أصبح يمتلك 4 محال تُعنى بالتمور ومشتقاتها منتشرة في مناطق المملكة. لافتاً إلى أنه يحمل شهادة البكالوريوس ويعمل في السوق منذ ما يقارب 16 سنة، مبيناً أن مزاولة التجارة لم تمنعه من إكمال دراسته بل كانت دافعاً للإصرار والنجاح، مشيداً بجودة وتنوع ووفرة التمور المعروضة بسوق تمور بريدة والتي ساعدته كثيراً في جني أرباح أكثر، مشيراً إلى أنه يسعى للتوسع في تجارة التمور ومشتقاتها وتطويرها على نطاق أوسع في السنوات المقبلة. كما أشار الشاب عادل مبارك العنزي، المهتم بتجارة التمور وبيعها في الأماكن العامة وتأمين طلبات زبائنه، إلى أنه يشتري التمور من سوق تمور بريدة يومياً، بمبلغ لا يتجاوز 2000 ريال، ويجني منه أرباحاً يومياً تصل لأكثر من 500 ريال، ويحرص كثيراً على بيعها في اليوم نفسه ليبدأ يوماً جديداً، مع ما يؤمّنه لزبائنه من التمور داخل منطقة القصيم وخارجها، مقدماً شكره للقائمين على فعاليات مهرجان تمور بريدة في تهيأت المجال للشباب لمزاولة البيع والشراء وإيجاد خيمة للتجزئة لبيع التمور على المتسوقين على مدار 24 ساعة.