سباق التسلح في العالم لا يتوقف، وليس له حدود، فبعد القنابل النووية والهيدروجينية المدمرة، حيث أعلنت الولاياتالمتحدة عن أضخم قنبلة غير نووية على وجه الأرض استهدفت من خلالها أنفاقاً لداعش في كهوف وجبال أفغانستان؛ مما تسبب في مقتل قرابة 100 من عناصر التنظيم. واليوم عادت التقارير عن التسليح الأمريكي لتكشف عن قنبلة أكبر وأكثر فتكاً وتدميراً من أم القنابل بإمكانها تدمير التحصينات الخرسانية تحت الأرض. وتعد القنبلة الضخمة جي.بي.يو-43 المعروفة باسم أم القنابل والتي استخدمتها قوات أمريكية ضد مقاتلي تنظيم داعش في أفغانستان، سلاحاً متخصصاً جداً له ميراث يعود إلى قنابل ضخمة جرى تطويرها للاستخدام ضد أهداف للنازية في الحرب العالمية الثانية، لكن لدى أمريكا سلاح أخطر، وهي قنبلة جي.بي.يو-57 تزن 14 طناً وقادرة على اختراق التحصينات الخرسانية. وجرى تطوير القنبلة جي.بي.يو-43 التي تبلغ زنتها 21600 رطل (9797 كيلوجراماً)، وهي واحدة من 15 فقط تم تصنيعها، بعد أن وجد الجيش الأمريكي نفسه بدون السلاح الذي يحتاجه للتعامل مع شبكات أنفاق القاعدة أثناء ملاحقته أسامة بن لادن في 2001. لكنها لم تستخدم قط في قتال إلى أن أسقطتها طائرة أمريكية إم سي-130 على منطقة أتشين في إقليم ننكرهار على الحدود مع باكستان يوم الخميس الفائت، 13 أبريل 2017. وقال قائد القوات الأمريكية في أفغانستان، أمس الجمعة 14 أبريل 2017، إن قرار استخدام “أم القنابل” تكتيكي محض. وقال خبراء، بحسب رويترز، إنه في حين أن استخدام القنبلة كان على الأرجح قراراً فنياً لاستعمال السلاح الأكثر فاعلية ضد هدف بعينه، وهو أنفاق وكهوف في منطقة غير مأهولة، فإن موجاته الارتدادية لم ترسل فقط رسالة إلى مقاتلي “داعش” بل أيضاً إلى كوريا الشمالية التي تخفي برنامجاً للأسلحة النووية على مسافة عميقة في باطن الأرض وإيران التي لديها منشأة كبيرة لتخصيب اليورانيوم في جبل غرانيتي. وقال مسؤول بالإدارة الأمريكية، تحدث شريطة عدم نشر اسمه، إن الهجوم يعزز أيضاً الرسالة التي أعطاها الرئيس دونالد ترامب لقادته العسكريين والتي تمنحهم حرية في اتخاذ القرار أكبر مما كان في عهد سلفه باراك أوباما.