أعادني مقال بعنوان: (موت الكلينتونية) The Death of Clintonism، نشرته أخيراً مجلة بوليتيكو Politico Magazine، عن نهاية حكم آل كلينتون ووجودهم السياسي على الساحة الأمريكية، إلى كتاب كنت أعده عن سياسة هيلاري كلينتون الخارجية في منطقتنا العربية استعداداً لنشره مع تسلمها الرئاسة في العشرين من يناير 2017. وكانت المؤشرات، حينها، تُشير إلي فوز هيلاري، حتي فجر مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي) مفاجئته بإعلان إعادة تحريك قضية بريدها الخاص، قبل أسبوع واحد من الانتخابات، فغيرت قناعاتي حول فوز هيلاري، وتركت مهمة الاستمرار في الكتاب. ** ** وقبل أن أدخل في حيثيات المقال واستنتاجاته لمستقبل هيلاري والكلينتونية، وهو يقصد بالطبع سياسة وفكر آل كلينتون وإرثهم السياسي، وليس أشخاصهم، دعوني أتحدث عن حزن الكاتب حين يري مقتل أفكاره أمامه فلا يجد مناصاً من دفنها والدعاء لها بالرحمة، والانتقال إلى غيرها من الأفكار الأكثر حيوية، أو الأقل حرجاً وحساسية، إذا كان القتل لأسباب غير تغير موضوع الفكرة. فهناك أفكار تموت لموت موضوعها، وأفكار أخرى تؤجل.. لكن الفكر نفسه أبداً لا يموت. ** ** الفكرة هي أساس أي عمل، كتابي أو غير ذلك. وتتزاحم الأفكار أحيانًا على الكاتب، وتنسحب أحيانًا أخرى فلا يجد موضوعاً لمقال، إذا كان كاتب مقال، أو لرواية إذا كان كاتبًا روائيًا، أو لموضوع كتاب إذا كان كاتباً في أحد فروع العلوم المتعددة. وقد تكون الفكرة موجودة لكن المناخ المجتمعي، أو السياسي، لا يسمح بها فيؤجلها الكاتب إلى حين تتغير المعطيات، لكن الفكرة نفسها لا تموت، ولا صاحبها!! #نافذة: (إن الأفكار لا تموت.. والأحلام لا تُسجن.. والأمل لا يخبو.. والقيم لا ينالها الهوان مهما فعل الجلاد، طالما بقى أصحابها ينفثون فيها من أرواحهم، فيحيونها وتحييهم). #كريم_الشاذلي [email protected]