نعيش اليوم في عصر مرعب وأسأل الله أن يلطف بالأجيال القادمة خصوصاً وهي تعتمد بشكل أساسي في تواصلها على الوسائل التقنية والإلكترونية وتعمل جاهدة على استغلال شبكة الإنترنت للتعريف بنفسها وعرض قدراتها ومواهبها والسعي نحو إبراز إمكاناتها سواء من خلال مواقع وسائل التواصل الاجتماعية أو القنوات أو المنصات الإلكترونية المختلفة والتي يشاهد بعضها الملايين مابين عاقل يتمنى الخير لأفراد مجتمعه ومؤذٍ حاسدٍ يزعجه أن يرى أي نجاح أو تفوق لأي فرد فيعمد إلى استغلال تلك الوسائل للإيذاء ونصب العداء لكل من لايهوى . أصبح جيلنا يعيش اليوم مايسمى بالتنمرالإلكتروني وهو استغلال الإنترنت والتقنيات المتعلقة بها من قبل بعض الأشخاص وذلك بهدف إيذاء أشخاص آخرين معنيين وبطريقة متعمدة ومتكررة بل وعدائية سواء بالسخرية أو التندر أو الاستهزاء أو حتى التحرش بشكل متكررعبر مقطع مرئي أو صوتي أو صورة غير لائقة أو كتابة تعليقات أو نكات معينة أو غير مناسبة وهذا التعدي يصعب في بعض الأحيان كشف مصدره أو المسؤول عنه كما يبقى مشاعاً ومتداولاً للجميع وقد يستخدمه البعض مع أشخاص آخرين لأسباب محددة كالغيرة أو الحسد أو الحقد . البعض يستهين بآثار تلك الاعتداءات الوحشية الإلكترونية والتنمرالإلكتروني ويعتبر بأن الأمر لايخرج عن إطار التسلية أو كما يطلق عليه البعض اليوم ( الطقطقة ) وهو من المصطلحات الجديدة التي ابتلينا بها ويطلق على من يتم الاستهزاء به والسخرية منه ، فالبعض لايتخيل أن مثل هذا الاعتداء الإلكتروني قد يساهم في إزهاق الأرواح من خلال تأثر البعض به ووصول هذا التأثير إلى حد التفكير في الانتحار أوالإصابة بالاكتئاب أو العزلة أو الإحباط أو غيرها من الأمراض النفسية الشائعة اليوم والتي من شأنها أن تؤثر على بعض أفراد المجتمع . للأسف فإن بعض الجهات الإعلامية وبعض المختصين يساهمون بقصد أو بدون قصد في الترويج لهذا التنمر الإلكتروني كما يساهمون في الترويج لهؤلاء الخارجين عن القانون وذلك من خلال نشر تصريحاتهم أو مواقفهم أو التعليق على ماينشر وهم بذلك يساهمون بشكل أو بآخر في نشر مثل هذه الجرائم وتشجيع الناس على ترديدها . تطبيق الأنظمة ومحاسبة الخارجين عن القانون والتوعية بأخطار مثل هذه التصرفات كفيل بردع أمثال هؤلاء وجعلهم عبرة لسواهم كما سيساهم في حفظ مجتمعنا من هذه الفئة التي لاتكاد تجد هفوة هنا أو هناك إلا وتسارع بالاستهزاء والسخرية والنقد حتى أصبح البعض يفضل عدم المشاركة في أي حوار أو التعليق على أي خبر أو إبداء الرأي في أي موضوع خشية من وجود هذه الوحوش الإلكترونية والتي لاتتورع عن التطاول على أي فرد ومهاجمة أي جهة كانت . [email protected]