د. أحمد محمد علي اسم مشهور في عالم الاقتصاد من خلال رياسته البنك الإسلامي للتنمية لمدة نافت على 40 عامًا، بدأت عام 1395ه، 1975م، وقد قاد هذا البنك من نجاح إلى نجاح، من مرحلة النشأة إلى مرحلة التميز. لست على صلة بالدكتور الفاضل، ولم ألقه إلا في مناسبات رسمية، وكنت أرتاح للغته العربية السليمة وهو يرتجل كلمة البنك في حفل كبار الحجاج ورؤساء بعثات الحج في منى وبخاصة في نطقه للأرقام نطقًا عربيًا صحيحًا، وقرينه الآخر في هذا المجال المهندس عبدالله جمعة الذي كان رئيسًا لشركة أرامكو، وآخر مرة لقيت هذا الدكتور الفاضل (الذي انتهت مدة قيادته للبنك) في رمضان الماضي في حفل أقامه خريجو ثانوية طيبة في المدينةالمنورة وهذه الثانوية أول ثانوية في المدينةالمنورة كثانوية اليمامة في الرياض والعزيزية في مكةالمكرمة، وكانت في مبنى قديم في باب العنبرية بني في العهد العثماني ليكون مقرًا لجامعة صلاح الدين التي لم تبدأ، وألقى الدكتور كلمة جميلة لغةً ومضمونًا، وقدم فيها من التوجيهات للشباب ما هو جدير بالأخذ به. نشر في الأخبار أنه لم يرغب الاستمرار بعد انتهاء مدته، ولكن الملفت للنظر هو أنه عندما وُدّع على باب البنك لم يركب في السيارة الرسمية لمدير البنك بل امتطى سيارته الخاصة، وهكذا تكون النزاهة والفاصل بين الرسمي وغير الرسمي، ولو وجدت هذه الخصلة في مسؤولي المؤسسات المالية لما أهدر منها ما يصرف بغير وجه حق، وكأنه أراد بذلك أن تكون توقيعًا للإدارة الناجحة للبنك وللنزاهة، وأنه عاد كما كان قبل أن يكون رئيسًا، وهذه صفات القائد الناجح النزيه، وقد كان جديرًا بقُبلة الرأس من د. بندر حجار الرئيس الجديد للبنك. تولى د. أحمد عدة وظائف منها الوكيل الفني لوزارة المعارف، ومديرًا لجامعة الملك عبدالعزيز، وأمينًا لرابطة العالم الإسلامي، وكلها مدد قصيرة قياسًا بمدة إدارته للبنك التي ستبقى تاريخًا حيًا له ما بقي هذا البنك. د. أحمد ذو ثقافة عالية ألبسها ثوب التواضع، وطبق إدارة مالية ناجحة دعمت مئات الملايين من المحتاجين إضافة إلى الدول الأعضاء الفقيرة، وكان من أبرز مشروعات البنك الإفادة من لحوم الأضاحي التي كانت تهدر. عندما يترجَّل فارس ماهر يستحق كلمة حق وصدق، إبرازًا للنماذج الناجحة النزيهة المتواضعة التي تعمل لصالح المستفيد، ومنها هذا الرجل الفاضل متعه الله بالصحة، وجعله قدوة حسنة. [email protected]