سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
سلطان بن سلمان: وعي أبناء الخليج صمام أمان في حماية المنطقة وإحباط محاولات الفتن خادم الحرمين أولى تعزيز الهوية الوطنية اهتماماً خاصاً ووجه بتأهيل المواقع التاريخية
أكد صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني أن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله ومن خلال اهتمامه المبكر بالتاريخ والثقافة جعل لتعزيز الهوية الوطنية أولوية خاصة، ووجه رعاه الله بتأهيل المواقع التراثية والتاريخية للزيارة وربط المواطن بتراثه وهويته الوطنية ووحدة وطنه التي تأسست في هذه المواقع، لافتا النظر إلى ما ذكره خادم الحرمين الشريفين حفظه الله بأننا:»عرب ومسلمون» وعزتنا ترتبط بمقدار انتمائنا لتاريخنا وهويتنا وهذه هي عناصر الهوية المشتركة التي يجب أن تنبع من تاريخ وذاكرة وقيم ولغة مشتركة. وأشار سموه خلال كلمته في ندوة (تعزيز الهوية الوطنية الخليجية) التي أقيمت امس في دولة الكويت برعاية سمو الشيخ سلمان الصباح الحمود الصباح وزير الإعلام وزير الدولة لشؤون الشباب رئيس المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بالكويت ونظمتها الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي بالتعاون مع المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بالكويت، إلى أن نجاح المملكة في تنظيم الحج هو جزء من رسالة الدولة عبر العصور وأهم مكون لتاريخنا الحضاري. وقال سموه : «خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان حفظه الله اهتم بالتاريخ ليس كمؤرخ يعي أهمية التاريخ فقط، بل كمواطن ومهتم بموضوع الهوية، وهو يرى بأنه لا يمكن للمواطن أن ينتمي لوطنه دون أن يعرف تاريخه وقيمة وإسهامات مواطنيه وقصص الأماكن التي خرج منها المواطنون لتوحيد بلادهم وجمع شتاتها، كما يؤكد حفظه الله الدور المهم لتفعيل المواقع لتكون شاهداً ومساهماً في إبراز حضارة الوطن وتاريخه، والسياحة لها الدور الأساس في تفعيل التجربة المعاشة، وما أراه مهما هو أن نعمل على تأكيد الهوية على مستوى دول الخليج مشتركة وعلى مستوى كل دولة على حدة. وأضاف سمو رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني : على مستوى العمل المشترك يجب أن نؤكد هنا أن قادة منطقة الخليج مؤمنون بأهمية الهوية الوطنية وترسيخها لأنها الحصن الحصين بعد الله في حماية الأجيال المقبلة من فقدان هويتهم وقيمتهم واندثار حضارتهم خصوصا أن مهمة المحافظة على أوطاننا، لا تنحصر في بناء الجيوش بل أيضاً في بناء جيل واع بقصة بناء هذا الوطن، جيل يشعر أن كل شبر في أرض الوطن، وكل ذرة تراب هي جزء لا يتجزأ من حياته ومستقبل أبنائه وأحفاده. وأكد سموه أن أبناء منطقة الخليج بوعيهم وعمقهم الحضاري كانوا صمام الأمان بعد الله في حماية المنطقة وإحباط محاولات جرها إلى الفتنة والتمزق والتشرذم، منوها إلى المكونات المشتركة لدول الخليج وشعوبها وهي البعد الديني والحضاري والسياسي والاقتصادي والاجتماعي. وبين سموه أن المكتشفات الأثرية الأخيرة التي أعلنت عنها الهيئة تؤكد أن المملكة ودول الخليج قامت على حضارات عظيمة توجت بالإسلام الذي اختاره الله عز وجل أن ينطلق من هذه الأرض، مشيراً إلى أن بلادنا لم تكن محطة مرور بل استقرار وانطلاق لحضارات عظيمة وتهيئة ليخرج هذا الدين العظيم من هذه الأرض الشامخة. واستمر سموه يقول : « ما يعيشه العالم العربي في الوقت الحاضر من ضعف للمواطنة والانتماء لدى الشباب يعود في أحد أهم مسبباته إلى انتزاع الإنسان من المكان، ومن قيم ذلك المكان وأخلاقياته وسلخه من هويته الوطنية والتاريخية. وأشار سموه إلى أن هذه المبادرة تكتسب أهمية خاصة لأنها تستحضر المخاطر التي يعاني منها الشباب العربي في الوقت الراهن وتقدم له الحل من خلال الارتباط بالأرض وقيمها التاريخية والاجتماعية المتوارثة التي تشكل في مجموعها مفهوم «الذاكرة» و «المواطنة». واختتم سموه بالتأكيد على أن بناء هوية مرجعية لأبناء الجزيرة العربية يحتاج إلى عمل، مؤكداً أنه من الضروري أن يخرج هذا المؤتمر بأطر مرجعية للهوية يتفق عليها الجميع وتكون هي برنامج العمل المشترك لهذا «المشروع الحضاري» المهم الذي تحتاجه منطقتنا في هذا الوقت أكثر من أي وقت مضى مع الأخذ الاعتبار التنوع الثقافي والحضاري لدولنا وهو ما يزيدها ثراءً وترابطاً.