سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
ولي العهد: ندعو إيران لعدم التدخُّل بالشؤون الداخلية والانسحاب من الجزر الإماراتية المملكة تواصل جهودها الخيرِّة بقيادة خادم الحرمين للمساهمة في إحلال السلام وإرساء الأمن والاستقرار
أكد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، أن المملكة تمكنت من إحباط 268 عملية إرهابية قبل وقوعها منها ضد الدول الصديقة، كما أنها تعرضت لأكثر من 100 عملية إرهابية منها 18 نفذتها عناصر مرتبطة تنظيميًا بدولة إقليمية، وألمح سموه عن استغراب المملكة إصدار قانون يلغي أهم مبادئ النظام الدولي وهو «الحصانة السيادية»، مشيرًا إلى أن المملكة دعمت مركز التحالف الإسلامي العسكري ب110 مليون دولار لمحاربة الإرهاب، منوهًا أن محاربة الإرهاب مسؤولية مشتركة تتطلب تضافر الجهود الدولية. جاء ذلك خلال كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة المنعقدة في مدينة نيويورك، حيث ترأس وفد المملكة في أعمال الدورة السنوية ال(71)، حيث تواصلت يوم أمس أعمال الدورة، بمشاركة رؤساء دول وحكومات ووفود ممثلين عن الدول الأعضاء بالجمعية. وشدد سمو ولي العهد، إخلاء منطقة الشرق الأوسط من الأسلحة النووية والدمار الشامل، مجددًا الدعوه للسلطات الإيرانية للقيام بواجباتها وفق مقتضيات القانون الدولي، وأن تكون علاقة إيران مع دول المنطقة قائمة على حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، وإنهاء احتلال الجزر الإماراتية الثلاث. كما جاء في الكلمة ما يلي: يطيب لي في البداية أن أهنئ السيد بيتر ثومسون لانتخابه رئيسًا للدورة الحادية والسبعين للجمعية العامة، متمنيًا له التوفيق في أداء مهامه. وقال سموه: لقد بذلت المملكة منذ مشاركتها في تأسيس الأممالمتحدة جهودًا كبيرة لتحقيق المقاصد السامية التي نتطلع إليها جميعًا، وتواصل اليوم جهودها الخيرة بقيادة سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، للمساهمة في إحلال السلام وإرساء الأمن والاستقرار، ليس في منطقتنا فحسب بل في أرجاء المعمورة، وتولي المملكة أهمية قصوى لمحاربة الإرهاب، وقد كانت من أوائل الدول التي عانت من الإرهاب منذ أمد بعيد، حيث تعرضت منذ عام 1992م إلى أكثر من (100) عملية إرهابية، منها (18) عملية نفذتها عناصر مرتبطة تنظيميًا بدولة إقليمية، وعملت المملكة على إبرام اتفاقية بين الدول العربية لمكافحة الإرهاب قبل أحداث الحادي عشر من سبتمبر، وخاضت ولا تزال تخوض حربًا لا هوادة فيها على التنظيمات الإرهابية. كما قامت بإصدار أنظمة وإجراءات وتدابير تجرم الإرهاب وتمويله، وانضمت إلى أكثر من (12) اتفاقية دولية، كما أنها وبالشراكة مع الولاياتالمتحدةالأمريكية وجمهورية إيطاليا ترأس مجموعة عمل التحالف لمكافحة تمويل تنظيم داعش، وفي إطار تصحيح الفكر المنحرف أنشأت مركز محمد بن نايف للمناصحة والرعاية، كما أصدرت هيئة كبار العلماء فتاوى بتحريم الإرهاب وتمويله، والانضمام للتنظيمات الإرهابية. وأضاف سموه: إن المملكة هي بلد الحرمين الشريفين، وفيها قبلة المسلمين، ومن أرضها انطلقت تعاليم الإسلام دين السلام الذي يدين به أكثر من مليار وخمسمائة مليون نسمة، وقد كانت من أوائل الدول التي أدانت وشجبت أحداث الحادي عشر من سبتمبر الإرهابية وعبرت عن تضامنها الكامل مع الولاياتالمتحدةالأمريكية وسخرت كافة إمكاناتها للمساعدة في تعقب هذه الفئة الإجرامية لاجتثاثها وتخليص العالم من شرورها. السبق الأمني كما تمكنت أجهزة المملكة الأمنية -ولله الحمد- من الكشف عن (268) عملية إرهابية وإحباطها قبل وقوعها، بما في ذلك عمليات كانت موجهة ضد الدول الصديقة، ولقد أثار استغراب المملكة والمجتمع الدولي إصدار قانون في الولاياتالمتحدةالأمريكية يلغي أهم المبادئ التي قام عليها النظام الدولي وهو مبدأ الحصانة السيادية، مما سيترتب عليه تبعات سلبية بالغة لن يقبل بها المجتمع الدولي. مكافحة الإرهاب إن محاربة الإرهاب مسؤولية دولية مشتركة تتطلب تضافر الجهود الدولية على جميع الأصعدة لمواجهته أمنيًا وفكريًا وماليًا وإعلاميًا وعسكريًا، ونؤكد أن ذلك يتطلب التعاون وفقًا لقواعد القانون الدولي والمبادئ التي قامت عليها الأممالمتحدة وفي مقدمتها مبدأ المساواة في السيادة. وتنوه المملكة بدور التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب، الذي تم تأسيس مركزه في الرياض من قبل أربعين دولة إسلامية، وقدمت له المملكة كافة التسهيلات والدعم اللازم ليقود التحرك الجماعي للدول الأعضاء لمحاربة الإرهاب، كما تأمل في مشاركة المجتمع الدولي في دعم المركز الدولي لمكافحة الإرهاب وتفعيله تحت مظلة الأممالمتحدة، والذي قدمت له المملكة دعمًا بمبلغ (110) ملايين دولار. المعاناة الفلسطينية وأكد ولي العهد بقوله: إن ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من مآسٍ يستوجب من المجتمع الدولي اتخاذ كافة التدابير لوقف معاناة هذا الشعب الصامد، وتؤكد المملكة أن المبادرة العربية للسلام هي الأساس لإحلال سلام شامل ودائم وعادل في المنطقة بما يمكّن الشعب الفلسطيني من استعادة حقوقه المشروعة، وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس، كما تدين الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على المسجد الأقصى واقتحام ساحاته، وما تقوم به السلطات الإسرائيلية من حفريات تهدد سلامة المسجد الأقصى. الشرعية اليمنية وألمح سموه: لقد وقفت دول التحالف لدعم الشرعية إلى جانب الشعب اليمني الشقيق، حينما قررت فئة قليلة مدعومة من قوى خارجية إخضاع هذا الشعب العزيز بقوة السلاح، كما أعرب المجتمع الدولي عن رفضه التام لما قام به الانقلابيون، ونود التأكيد أن المملكة تؤيد بشكل تام مساعي مبعوث الأمين العام للوصول إلى حل سياسي والذي قدم مقترحًا متوازنًا وفقًا لقرار مجلس الأمن رقم (2216) والمبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني اليمني، وقد تم قبول هذا المقترح من الحكومة الشرعية ورفضه الانقلابيون الذين لا زالوا يقتلون ويحاصرون أبناء الشعب اليمني ويهاجمون حدود المملكة ومدنها وقراها بالصواريخ الباليستية ويتسببون في قتل وجرح المدنيين. والمملكة هي أكبر داعم للعمليات الإنسانية في اليمن، وبشكل عام فقد وصل ما قدمته المملكة من مساعدات إنسانية وإنمائية إلى (95) دولة ما يقارب 2 0,0 من دخلها، فضلًا عن الاهتمام البالغ الذي توليه للعمل الإنساني والذي كان من ثمراته إنشاء مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية. الأزمة السورية واستطرد ولي العهد بقوله: إن الصراع في سوريا الشقيقة، الذي خلف مئات الآلاف من الضحايا والمصابين، وشرد الملايين، يدعونا جميعًا إلى الإسراع في وضع حد لهذه المأساة الفظيعة، التي لم يشهد التاريخ الحديث مثيلًا لها، لقد حان الوقت لإيجاد حل سياسي للأزمة يضمن وحدة سوريا ويحافظ على مؤسساتها من خلال تنفيذ مقررات جنيف (1). ولقد فتحت المملكة أبوابها لإيواء مئات الآلاف من الشعب السوري الشقيق منذ بدء الأزمة، ليس بصفتهم لاجئين في مخيمات، بل تعاملت معهم من منطلقات أخلاقية وأخوية وإنسانية حفاظًا على كرامتهم وسلامتهم، ومنحتهم كل التسهيلات اللازمة، والرعاية الصحية المجانية، والانخراط في سوق العمل، والتعليم. وبالنسبة للشأن الليبي فإننا ندعو الأشقاء إلى السعي لاستكمال بناء الدولة من جديد، والتصدي للجماعات الإرهابية. وفيما يتعلق بالوضع في العراق فإننا نؤكد على أهمية الحفاظ على وحدة العراق، وسلامة أراضيه وتخليصه من جميع التنظيمات الإرهابية، ونشجب أي أعمال تؤدي إلى العنف الطائفي والفرقة. التزامات إيران ونوه سموه بقوله: لقد تعرضت سفارة المملكة العربية السعودية في طهران وقنصليتها في مشهد في يناير الماضي للاقتحام والاعتداء، تحت مرأى السلطات الإيرانية التي لم تقم بواجبها في توفير الحماية الكافية وفق الاتفاقيات الدولية الملزمة، وندعو السلطات الإيرانية للقيام بواجباتها في هذا الشأن وفق مقتضيات القانون الدولي، وأن تكون علاقة إيران مع دول المنطقة قائمة على حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، وإنهاء احتلال الجزر الإماراتية الثلاث. الأسلحة النووية وقال: إننا نؤكد على ضرورة أن تكون منطقة الشرق الأوسط خالية من الأسلحة النووية، وكافة أسلحة الدمار الشامل، وعلى أهمية تحديد موعد لانعقاد المؤتمر الدولي لإنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية في الشرق الأوسط، إن المملكة ملتزمة بتعزيز حقوق الإنسان، وحمايتها وضمانها وفقًا لمبادئ الشريعة الإسلامية، وتعبر المملكة عن رفضها لاستغلال حرية الرأي في إهانة وازدراء الأديان، وتجدد توصيتها بأهمية تبني قوانين تجرّم ذلك. خفض انبعاث الغازات وأضاف: تدعو المملكة إلى تبني سياسات خفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري والتي يجب أن لا تتحيز ضد أي مصدر من مصادر الطاقة، وأن يتم النظر إلى هذه المصادر على أنها مكملة وليست بديلًا لبعضها بطريقة تسهم في تحقيق التنمية المستدامة للجميع. ونشير في هذا الخصوص أن المملكة استثمرت في تطوير تقنيات جديدة لحجز وفصل الكربون ضمن جهودها للمحافظة على البيئة. خطة التنمية المستدامة كما أننا ننوه بأهمية خطة التنمية المستدامة لعام 2030 م التي أقرتها الجمعية العامة العام الماضي، وقد أطلقت المملكة رؤيتها (2030) التي تستند إلى المرتكزات الأساسية المتمثلة في العمق العربي والإسلامي والموقع الجغرافي الاستراتيجي والقوة الاستثمارية، وتهدف الرؤية إلى النهوض باقتصادها، وإحداث نقلة نوعية في قطاع الطاقة والصناعة والخدمات الصحية والتعليمية والسياحية وغيرها، مما يحقق زيادة في الصادرات غير النفطية، وإيجاد بيئة جاذبة للمستثمرين المحليين والدوليين، بالإضافة إلى فتح المجال بشكل واسع للقطاع الخاص من خلال تشجيعه ليكون شريكًا رئيسًا مع الدولة في توفير فرص العمل للمواطنين، وتقديم الخدمات المتطورة في كافة القطاعات بما في ذلك الرعاية الصحية والتعليم والإسكان. الدعم الدولي لن تألو المملكة جهدًا في العمل مع المجتمع الدولي في سبيل تحقيق كل ما فيه خير البشرية، وسوف تستمر في أداء دورها الإنساني والسياسي والاقتصادي، ودعمها للجهود المتواصلة لإدخال الإصلاحات اللازمة على أجهزة الأممالمتحدة، والمملكة على ثقة أن الأممالمتحدة ستكون قادرة على الاستجابة بفاعلية لتحديات الغد، ولتنعم الأجيال القادمة -بحول الله- بالسلام والأمن والاستقرار والازدهار. وقبل مغادرة سمو ولي العهد مقر الأممالمتحدة توجه لمقر سجل كلمات رؤساء الوفود وسجل سموه كلمة بهذه المناسبة. حضر كلمة المملكة العربية السعودية صاحب السمو الأمير عبدالله بن فيصل بن تركي سفير خادم الحرمين الشريفين لدى الولاياتالمتحدةالأمريكية، وصاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سعود بن نايف بن عبدالعزيز مستشار سمو وزير الداخلية، و وزير الدولة عضو مجلس الوزراء الدكتور مساعد بن محمد العيبان، و وزير المالية الدكتور إبراهيم بن عبدالعزيز العساف، و وزير التجارة والاستثمار الدكتور ماجد بن عبدالله القصبي، و وزير الثقافة والإعلام الدكتور عادل بن زيد الطريفي، و وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية المهندس خالد بن عبدالعزيز الفالح، و وزير الخارجية عادل بن أحمد الجبير، و مندوب المملكة الدائم لدى الأممالمتحدة السفير عبدالله المعلمي، و مستشار سمو وزير الداخلية الدكتور ساعد العرابي الحارثي، و المستشار بالديوان الملكي عبدالله بن عبدالرحمن المحيسن، و نائب مدير عام المباحث الفريق عبدالله بن علي القرني، والوفد الإعلامي المكون من رؤساء التحرير والمثقفين ومديري القنوات.