تختلف الأساليب الإداريَّة، وتتعدَّد المدارس التي تُقدِّمها، ومن تلك الأساليب الإداريَّة Lean Management، وقد بحثتُ عن ترجمة Lean باللغة العربيَّة، وكانت هناك عدَّة معانٍ، ولكن ما يتناسب مع المصطلحات الإداريَّة العامَّة هي أنَّها الإدارة الليّنة، والتي تتجنَّب الهدر، وتمارس التحسين المستمر، وعندما ناقشتُ هذا الأمر مع أحد أساتذتي أكَّد لي بأن Lean هي الرشاقة، وهي ضد الترهل والوزن الزائد، فقد تكون هناك إدارة مترهلة، وهناك إدارة رشيقة، وLean body هو الجسم الرشيق المشدود، ومن الممكن استخدام مصطلح (الإدارة الرشيقة). عندما أدخلتُ مصطلح (الإدارة الرشيقة) في مُحرِّك البحث غوغل، تفاجأتُ بتعريفه السريع للمصطلح، وظهور العديد من التعاريف له، فالإدارة الرشيقة هو علم مُطبَّق في كلِّ دول العالم المتقدِّمة، وتُنفِّذه معظم الشركات الكبيرة في العالم، ويُعرِّف البعض مصطلح (الإدارة الرشيقة) بأنه قدرة المنشأة على الأداء الإداري الذي يتميَّز بسرعة الاستجابة، وسرعة تعديل أسلوب العمل بصورة تتناسب مع متطلبات التغيير، وهي المنهج الإداري الذي يُركِّز على القيم والانسياب والاستقطاب، والسعي نحو الكمال من خلال عمل الفريق، إضافةً إلى حسن استخدام الحقائق والبيانات، وسرعة التجاوب مع التحدّيات والفرص التي تتاح من أجل تحقيق أفضل المخرَّجات للعملاء، والتخلُّص الكلّي ما أمكن من كل أنشطة لا تُمثِّل أيّ قيمة مضافة للعمل أو العميل. فالإدارة الرشيقة هي عكس الإدارة المترهلة والثقيلة، والتي وصلت جذورها البيروقراطيَّة السلبيَّة إلى جميع مفاصل جهاز العمل، حتَّى أصبحت جزءًا أساسًا من هويِّتها وقيمها وتقاليدها، ولم تعدْ لديها القدرة على محاربتها، أو التخلص منها، وهي الإدارة المنغلقة على نفسها، المتمسكة بأساليب وطرق إداريَّة تقليديَّة لم يعدْ لها وجود في عالم التقنية أو المعلومات، ومن أبرز خصائصها الهدر والإسراف، وعدم التغيير، وبطء التجاوب مع أيِّ تحدٍّ، أو فرصة قد تتاح لتحسين العمل. مَن يستعرض الأساليب الإداريَّة التي تُدار بها بعض المؤسسات الحكوميَّة والخاصة يجد أنها في حاجة ماسَّة اليوم لتعمل بأسلوب (الإدارة الرشيقة)، خصوصًا في ظل سعيها لتقليل الهدر، وخفض التكاليف، وتحسين الخدمة، والاستجابة لمتطلبات العملاء، وتعظيم القدرة التنافسيَّة والربحيَّة، وهذا كلُّه يتطلَّب من تلك الجهات أن تعمل على تحسين بيئة العمل، ومناخ العمل النفسيّ، وتطبيق نظم العمل الجماعي، وتوظيف تقنيات الرقابة والاستثمار في المعرفة، وتشجيع الإبداع والابتكار، وتعزيز قيم الشفافيَّة والوضوح، ومحاربة الروتين واستيعاب المتغيرات الجديدة الموجودة في عالمنا المعاصر. (الإدارة الرشيقة) مصطلح جميل يجب علينا أن نتعرَّف عليه أكثر، وأن نعمل على تطبيقه وتجربته، فنحن اليوم مطلوبٌ مِنّا أن نُسابق الزمن لتحقيق رؤيتنا الجديدة، وأن نواكب برنامج التحوّل 2020، وهذا يتطلّب جسمًا مشدودًا رشيقًا، ولن يحدث بجسمٍ سمينٍ مترهلٍ. [email protected]