خلال الأسبوعِ الماضي سلَّم أميرُ منطقةِ مكةَالمكرمةِ الأميرُ خالد الفيصل.. جائزةَ الأميرِ عبدالمجيد بن عبدالعزيز للأحياءِ المثاليةِ في كلٍ من مكةالمكرمة والطائفِ وجدة... وكان من معاييرِ الجائزةِ المجالُ الأمنيُّ والوطنيُّ... وهما جانبان على قدْرٍ كبيرٍ من الأهميةٍ.. لكن...؟ رحم اللهُ الأميرَ عبدالمجيد ،فقد كان إنساناً بكل معاني الكلمةِ وبما تحملُه معاني الإنسانيةِ من قيمةٍ رفيعةٍ وتخصيصُه جائزةً للأحياءِ المثاليةِ من حرصِه -رحمه الله- على أن يرى أحياءَنا وقد أصبحتْ بالفعل مثاليةً... وأحسبُ كما في الاستثناءِ الذي بدأتُ به هذه الفقرةَ أنَّ الاقتصارَ على الجانبين الأمني والوطني غيرُ كافٍ للمثاليةِ الأحياءُ التي فازتْ في مدينةِ جدة هي الصفا والسامر والأمير فواز وكلُّنا يعلمُ أنَّها تفتقدُ إلى مقوِّماتٍ كثيرةٍ في بنيتِها التحتيَّةِ وخدماتِها العامةِ وإن كان سكانُها وأهلُها يقومون بواجبِهم الأمنيِّ والوطنيِّ فهم مشكورون جداً لأن في ذلك تطبيقاً لمقولةِ الرجلِ العظيمِ الأمير نايف بن عبدالعزيز يرحمه الله بأنَّ (المواطن هو رجلُ الأمنِ الأولِ) استكمالُ مثاليةِ الأحياءِ من توفيرِ خدماتٍ عامةٍ وبُنيةٍ تحتيَّةٍ ليس مسؤوليةِ الأهالي والسكَّانِ وهذا معروفٌ.. لكنَّها مسؤوليةُ الأماناتِ والبلدياتِ فمدنُ مكةَالمكرمةوجدةَ والطائف وكلها لها أماناتٌ، عليها واجبٌ كبيرٌ جداً فمن غيرِ المقبولِ ولا المعقولِ أن تكونَ أحياءُ الصفا والسامر والأمير فواز في مستوىً متدنٍّ من النظافةِ والإنارةِ، وشوارع مهلهلة وأرضية مكسَّرة والأماناتُ تتفرَّجُ ثم تصفِّقُ على فوزِ هذه الأحياءِ بالجائزةِ المثاليةِ...؟ فهل ستتحركُ هذه الأماناتُ وتقومُ بواجبِها الوطنيِّ والدينيِّ والضميري ليتحققَ مبتغى الجائزةِ أم أن ذلك في غيرِ حساباتِهم!؟ [email protected]