تعد الفنانة لورين عيسى، أول امرأة كردية تعمل بالفن بالسعودية، حيث تدرجت فى العمل الإعلامي إلى أن وصلت إلى إخراج وكتابة النصوص المسرحية.. وشاركت الأسبوع الماضي في مهرجان الكوميديا الدولي، من خلال إخراجها لمسرحية «ظل حيطة» وسط تجاوب وحضور نسائي مميز، حول هذه التجربة ومحطات مسيرتها مع المسرح والعمل الفني تحدثت لورين ل»المدينة» مستهلة بقولها: كانت تجربة مسرحية «ظل حيطة» ضمن فعاليات المهرجان الدولي للكوميديا بمدينة أبها ناجحة بكل المقايسس، عطفًا على الحضور النسائي المميز الذي شهد عروض هذه المسرحية، ولم أكن أتوقع على الإطلاق أن يتجاوز حضور نساء لعرض مسرحي حاجز ال(3000) سيدة، فهذا المشهد الذي اطلعت عليه وعايشته في المسرح أذهلني وغمرني بالسعادة، فانهمرت دموعي فرحًا، فقد كان المسرح النسائي بأبها فرصتي الأولى لعرض مسرحية من إخراجي، والحمد لله على هذا التفاعل الكبير والتجاوب الذي جعلني أعشق أبها أكثر، ومدتني بحماس لأعود مرة أخرى بمسرحيات ترضى هذه الأذواق التواقة للجمال والفن، فالمرأة السعودية تستحق منا كل العطاء، كما أن النساء السعوديات متعطشات للضحكة والكوميديا الهادفة. قفشات وخروج عن النص وتتابع لورين حديثها مضيفة: وتجاوبًا مع ذلك التفاعل الذي لمسناه من جمهور الحاضرات لمسرحية «ظل حيطة» فقد أثر ذلك أيضًا على الممثلات على خشبة المسرح، فقد أتحت لهن وحفزتهن الخروج عن النص باستحداث القفشات الكوميدية أثناء العرض، كل واحدة وقدرتها على ذلك، حسب حالة الصالة والتجاوب الذذي يلمسنه أثناء العرض، وهذا النهج ظللت أقوم به في كل عرض أخرجه، بحيث أعمد إلى تعديل النص بحسب المنطقة والمكان وحالة التفاعل، حتى يكون يحتشد العرض بفقرات كوميدية مضحكة، ويكتسب نوعًا من التفاعل الضروري مع جمهور المتلقين. وأوضحت لورين أن مسرحية «ظل حيطة»، سيعاد عرضها في مدينتي الرياضوجدة خلال الشهر المقبل، مبينة أنها بصدد تقديم عرض مسرحي آخر من إخراجها بعنوان «باب الحريم» من إنتاج خالد منقاح، وتشارك فيه الفنانات: انتصار الشراح، منى شداد، وأغادير السعيد، بجانب نخبة من الفنانات الكوميديات. مشيرة إلى أنها عرضت وأخرجت مسرحيات نسائية كثيرة في كافة مناطق المملكة ما عدا نجران، واعدة بأن تعرض فيها قريبا. وأشارت لورين إلى أن جميع أعمالها قائمة على المسرح السعودي، معتبرة أنه «متنفسها وحياتها»، وأنها «لا ترى لها حضورًا إلا على خشبه المسرح السعودي بشكل خاص»، وسعيها الدائم لرسم البسمة على شفاه ومحيا الجمهور السعودي من السيدات. وعن استعانتها بممثلات خارج المملكة قالت:» في أغلب أعمالي استعين بممثلات من السعودية والخليج، فقد أصبح لدينا في الفترة الأخيرة مؤلفات وكاتبات وممثلات ومخرجات سعوديات، ولهذا لا نحتاج إلى استعانة من الخارج، وأستطيع التأكيد بأننا سنرجع المسرح السعودي لقوته كما كان في السابق، وسوف يتفوق المسرح السعودي على المسرح الخليجي والمسرح في الوطن العربي قريبًا. محطات مهمة وتعود لورين بذاكرتها إلى بداياتها الفنية قائلة: بدأت عملي في الوسط الفني والإعلامي من خلال إعداد البرامج التلفزيونية وإخراجها، وكان من أهم أعمالي برنامج «إشراقة» الذي كان يتحدث عن يوميات المعاقين، وهو من فكرتي وإعدادي وإخراجي، وبرنامج آخر أدبي استضفت فيه مدير عام الدراسات الكردية حسين الجاف، ومن ثم انتقلت إلى مساعدة مخرج في الدراما والأفلام والمسرح، ثم قمت بالتمثيل في أكثر من عمل. وعلى هذا فإنني أعتبر أول كُردية أدخل الوسط الفني السعودي، حيث عملت مساعدة مخرج لفيلمين قصيرين من إنتاج الممثل ناصر القصبي وخضت تجربة الكتابة المسرحية لأول مرة، وقمت بكتابة نص مسرحي وإخراجه يحمل اسم «كلنا حكاية» يعالج بعض القضايا الاجتماعية بطريقة مشوقة، وشاركت في بطولته رجاء الحاضى، والعنود حسين، وفوزية يعقوب، ومنال العيسى، وشهد محمد وتهاني محمد، وسلاف وقاص. وأذكر أنني عندما عرضت نص المسرحية على المخرج رجاء العتيبى والدكتور شادي عاشور وجبران الجبران ومهدي البقمي والممثل عبدالعزيز الفريحي والممثلة مريم الغامدي، قالوا لي أنت لم تكتبي نصًّا فقط بل حتى الإخراج المسرحي موجود في النص وطريقتك في الكتابة المسرحية مميزة وتسهّل على الممثل معرفة ما يقدمه.. وقالوا لي يجب أن تخرجي العمل بنفسك حتى لا تضيع معالمه مع مخرج آخر.. وهذا ما كان. وعن كيفية دخولها عالم الإخراج المسرحي قالت لورين: عملت في قناة «الإنسانية» الفضائية، في إعداد البرامج التليفزيونية وإخراجها، وأعدت الكثير من البرامج الفنية والطبية والدينية والاجتماعية،، وبعدها دخلت إلى عالم المسلسلات، ثم اتجهت إلى المسرح كمساعدة مخرج، ثم عملت ممثلة مسرحية، وانتقلت إلى تقديم برنامج تلفزيونى هو «الخطيئة» الذي يتحدث عن قضايا جريئة في السجون السعودية. المزيد من الصور :