أعلن صندوق الاستثمارات العامة، الذراع الاستثمارية السيادية للمملكة، عن استثمار 3.5 مليار دولار في شركة «أوبر» لخدمة تأجير السيارات. وتعد هذه الصفقة أكبر الاستثمارات الدولية للصندوق والاستثمار الدولي الأول، منذ إعلان المملكة عن رؤية 2030 لتنويع الاقتصاد. ومن خلال الصفقة، سيشارك صندوق الاستثمارات العامة بأحد المقاعد في مجلس إدارة أوبر، التى تعمل حاليا على اجتذاب رؤوس الأموال، من خلال الأسهم المالية المطروحة من فئة جي (Series G). وقالت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية: إن شركة أوبر تعمل في السوق السعودي منذ عامين، وتتمتع بعلاقات جديدة مع المسؤولين بالمملكة، مشيرة إلى أنها ستعمل بالتنسيق مع الجهات المعنية لتوفير وظائف إدارية للسيدات، اللائي يمثلن 80% من عملاء الشركة في السعودية. ووفقا للتقرير، فإن «أوبر» التي انطلقت قبل 6 سنوات، تهدف إلى إحداث تغيير جذرى في صناعة الأجرة والنقل من خلال تقديم خدمات راقية، وأشار إلى أن الشركة تعمل في حوالى 400 مدينة حول العالم، من بينها 15 مدينة فقط في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، لافتا إلى تخصيصها 250 مليون دولار للاستثمار في الشرق الأوسط، باعتباره سوقا صغيرة بالنسبة لها. وقدر التقرير عدد سائقى الشركة حوالى العالم بحوالى 19 ألف سائق، لافتا إلى أن الشركة التي انطلقت في عام 2010 حققت طفرة نوعية في حجم استثماراتها، التي قفزت إلى 18 مليار دولار في 2014، وفي 2015 بلغت حوالى 51 مليار دولار، بينما قفزت في يونيو الحالي إلى 62.5 ملياردولار. ووفقا للإحصاءات المعلنة لكبريات الشركات في العالم، فإن «أوبر» ترتفع استثماراتها بمقدار 20 مليار دولار مقارنة ب»جنرال موتورز» عملاق صناعة السيارات في العالم. من جهة أخرى، قال موقع «بيزنس تكنولوجي»: إن السيولة التي توفرها السعودية ل»أوبر»، ستساعد الشركة على التوسع في خططها الموضوعة في 70 دولة حول العالم، مشيرة إلى أن «أوبر» ليس لديها خطط لطرح أسهمها للاكتتاب العام في الوقت الراهن. وأشار التقرير إلى أن الشركة تواجه بعض الصعوبات في الدخول للاستثمار في بعض دول الاتحاد الأوروبي، مثل فرنسا وألمانيا وبلجيكا وإيرلندا، فيما صدر بيان عن الاتحاد أشار فيه إلى أن الحظر ينبغى أن يكون الملاذ الأخير، في إشارة إلى عدم رضاه عن التحرك الفردى لهذه الدول. من جهته، أعرب المدير التنفيذي والشريك المؤسس ل»أوبر»، ترافيس كالانيك، عن تقديره للثقة التى يمثلها الاستثمار السعودي في الشركة التى تعمل بجد على الاستمرار في توسيع حضورها العالمي، موضحًا أن الشرق الأوسط منطقة مهمة وواعدة للتوسع في أنشطتها، وأن العمل في السعودية على وجه الخصوص يتماشى مع رؤيتها لتقليل اعتماد اقتصادها على النفط وتحسين سوق العمل. وأشار كالانيك إلى أن «أوبر» تقدم خدماتها حاليا في 9 دول و15 مدينة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وفي داخل المملكة تقدم خدماتها في الرياضوجدة ومكة المكرمة والمدينة المنورة والمنطقة الشرقية. يُذكر أن «أوبر» هي منصة تقنية تعمل في الربط السريع والسهل ما بين الركاب والسائقين، من خلال تطبيق إلكتروني، ومن خلاله تصبح مختلف المناطق والمدن متاحة بشكل أفضل، وتتوفر احتمالات وعروض جديدة للركاب، وفرص عمل جديدة للسائقين. وكانت شركة أوبر في السعودية استقبلت في مايو الماضي أكثر من 400 سائق للعمل معها، عبر تطبيق الشركة الذي يربط الراكب بالسائق بضغطة زر، وعقدت برامج لإعداد وتأهيل السائقين، في مبادرة لتوفير فرص اقتصادية جيدة لهم. وتشترط «أوبر» للعمل لديها أن يحمل السائق رخصة قيادة سارية المفعول، وأن يكون سجله الأمني خاليًا من السوابق والقضايا الجنائية، وحسن السيرة والسلوك، وأن تكون المركبة التي يقودها نظيفة من الداخل والخارج، ومؤمَّنا عليها تأمينا شاملا، ولا يقل موديلها عن 2013، وتكفي لخمسة ركاب، وتكون فيها وسائل السلامة.