اتخذت شركة «أوبر» الأميركية لخدمات تأجير السيارات خطوة كبيرة على طريق توسعها في الشرق الأوسط بعدما اكتسبت شريكاً مهماً في السعودية. وأعلنت «أوبر» أنها جمعت 3.5 بليون دولار من صندوق الثروة السيادي السعودي في إطار خطة توسع في الشرق الأوسط. وأفادت «أوبر» بأن استثمار صندوق الاستثمارات العامة السعودي يأتي في إطار جولة تمويلية بدأتها في الآونة الأخيرة وتصل بقيمة الشركة إلى 62.5 بليون دولار بما يجعلها الأعلى قيمة بين الشركات المدعومة برؤوس الأموال المغامرة في العالم. وقال ترافيس كالانيك الرئيس التنفيذي ل «أوبر» وأحد مؤسسي الشركة في بيان مكتوب أن هذا الاستثمار «تصويت على الثقة في عملنا». وأعلنت الشركة أن المدير في الصندوق السعودي ياسر الرميان سيشغل مقعداً في مجلس إدارة «أوبر» في إطار الاستثمار الجديد. ويشمل أعضاء مجلس الإدارة الآخرين بيل غورلي الشريك المتضامن في «بنشمارك كابيتال» و «أريانا هافينغتون» التي شاركت في تأسيس موقع «هافينغتون بوست». ولفتت «أوبر» إلى أن الاستثمار السعودي يرفع إجمالي موازنتها إلى ما يزيد على 11 بليون دولار. وتعهدت أوبر باستثمار 250 مليون دولار في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا التي حققت فيها نموا كبيرا. وتعمل أوبر الآن في تسع دول و15 مدينة بالمنطقة. وفي الربع الأول من هذا العام كان لدى أوبر ما يربو على 395 ألف عميل نشط في المنطقة في قفزة تبلغ خمسة أضعاف مقارنة بالربع الأول في 2015 ولدى الشركة 19 ألف سائق عامل بزيادة أربعة أضعاف مقارنة بنفس الفترة. وتقول الشركة إن نحو 80 في المئة من عملاء أوبر البالغ عددهم أكثر من 130 ألفا في السعودية من النساء. وبدأت أوبر العمل في المملكة في أوائل 2014. وقالت أوبر إنها ستستخدم بعضا من الأموال الجديدة في الأسواق النامية بما في ذلك الصين حيث تواجه الشركة منافسة شرسة من الشركة الرائدة في السوق ديدي تشوشينغ المدعومة من مجموعة علي بابا الصينية العملاقة للتجارة الإلكترونية وشركة تنسنت القابضة. وقال رئيس عمليات أوبر في آسيا ألين بن خلال مؤتمر تكنولوجي في هونج كونج «ما سنواصل التركيز عليه هو نمو استثماراتنا في كل أنحاء العالم لاسيما في الأسواق النامية مثل الصين.» وكثفت أوبر وديدي تشوشينغ الإنفاق لدعم الأسعار بهدف كسب حصة في السوق وتراهن الشركتان على أن سوق النقل المرتبط بالإنترنت في الصين ستصبح الأكبر في العالم. وعلى الرغم من تزايد المنافسة قال بن إن أوبر خفضت الآن الإنفاق على الرحلة بنسبة تتراوح من 75 بالمئة إلى 80 بالمئة مقارنة بالشهر الماضي مما يضع الشركة على مسار أكثر استدامة.