أعادني نقاش مع الصديق الدكتور سامي عنقاوي استمر لساعات في استراحة مطار القاهرة الدولي، حيث كنَّا في انتظار أحد الأقرباء تأخَّرت طائرته القادمة من جدة لمدة ساعة ونصف تقريبًا، أعادني إلى مقال قديم بعنوان (شجر بلا جذور) كتبته في 08/11/2014 أكدت فيه أن تفكيرنا في المستقبل لا يعني إسقاط تاريخنا وتراثنا، واسترجاع الأمثلة الطيبة من التراث. ومقولة «إن من ليس له ماضٍ ليس له حاضر»، قد يراها البعض ترفًا فكريًّا غير ذي جدوى، لكنني أراها منطلقًا للتقدّم للأمام بقواعد ثابتة متجذِّرة في الأرض من آلاف السنين. *** وقد عرض الصديق سامي في نقاشه طريقة ابتكرها في التفكير أطلق عليها «الطريقة المكيَّة المدنيَّة»، عرفها بأنها: (هي التي بدأت بالجماعة، واكتملت بالمجتمع ظهرت من أم القرى، وانتشرت من أم المدن فغطت حضارتها الأرض، هي طريقة مَن لا طريقة له، الطريقة التي تجمع كل الطرق حضارتها إنسانية غايتها السلام وسيلتها العدل أداتها الميزان ثابتها القرآن سنتها مُحمدية رسالتها الرحمة إلهُها جميل.. حُبها الجمال) *** رؤية جميلة بلا شك، لكنَّها تظل رؤية نظريَّة، ما لم توضع على محك التجربة العمليَّة، وقبلها النقاش العميق، فليس هناك نموذج واحد لا في الماضي، ولا في الحاضر يمكن أن نستقي منه كل مواصفات التقدّم والرقيّ، لكن منحنا الله عقلاً لنفكر به دون أن يحدّه شيء إلاَّ الإيمان به سبحانه وتعالى. #نافذة: يقول الله تعالى: ﴿الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىٰ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ﴾. 191: آل عمران. [email protected]