تسعى رؤية المملكة 2030 إلى ترسيخ القيم الإيجابيَّة في شخصيَّات أبنائنا عن طريق تطوير المنظومة التعليميَّة والتربويَّة بجميع مكوِّناتها، ممَّا يمكِّن المدرسة، بالتعاون مع الأسرة من تقوية نسيج المجتمع، من خلال إكساب الطالب المعارف، والمهارات، والسلوكيَّات الحميدة؛ ليكون ذا شخصيَّة مستقلة تتَّصف بروح المبادرة، والمثابرة، والقيادة.. وضمن سعي دولتنا -أيدها الله- لتحقيق اقتصاد مزدهر، وفرصة مثمرة، فقد أشارت الرؤية إلى أن مهارات أبنائنا وقدراتهم تُعدُّ من أهم مواردنا، والسعي إلى تحقيق الاستفادة القصوى من طاقاتهم من خلال تبنّي ثقافة الجزاء مقابل العمل، وإتاحة الفرص للجميع، وإكسابهم المهارات اللازمة التي تمكِّنهم من السعي نحو تحقيق أهدافهم. كما أكَّدت الرؤية على تعزيز فلسفتها (نتعلم لنعمل) من خلال الالتزام سنواصل الاستثمار في التعليم والتدريب، وتزويد أبنائنا بالمعارف والمهارات اللازمة لوظائف المستقبل. وسيكون الهدف أن يحصل كل طفل سعودي -أينما كان- على فرص التعليم الجيد، وفق خيارات متنوِّعة، وعلى تأهيل المدرِّسين والقيادات التربويَّة، وتدريبهم، وتطوير المناهج الدراسيَّة فضلاً عن الاستمرار في تعزيز جهود الدولة في مواءمة مخرَّجات المنظومة التعليميَّة مع احتياجات سوق العمل، حيث تمَّ إطلاق البوابة الوطنيَّة للعمل «طاقات»، وتأسيس مجالس مهنيَّة خاصة بكل قطاع تنمويّ تُعنى بتحديد ما يحتاجه من المهارات والمعارف، مع تركيز فرص الابتعاث على المجالات التي تخدم الاقتصاد الوطني، وفي التخصصات النوعيَّة في الجامعات العالميَّة المرموقة. وتؤكِّد الرؤية من خلال برنامج الملك سلمان لتنمية الموارد البشريَّة أنَّها ستعمل على تأسيس قاعدة من المواهب والكفاءات، نظرًا لأن الدولة ما تزال في حاجة إلى تحديد أفضل الممارسات وتطبيقها؛ للتأكّد من أن موظفي القطاع العام يمتلكون المقومات، والمهارات اللازمة للمستقبل، وانطلاقًا من ذلك فإن الرؤية تشير إلى أن برنامج الملك سلمان لتنمية الموارد البشريَّة سيعمل على تأسيس إدارة للموارد البشريَّة في كل جهاز حكومي، وسيقدِّم الدورات التدريبيَّة لتطوير المهارات والمواهب، والعمل على رفع إنتاجيَّة الموظف وكفاءته إلى أعلى مستوى. إن مجمل هذا الاهتمام الذي أشرت إليه يشكِّل دليل عافية، ويرفد كافة المبادرات السابقة للارتقاء بالبنية التعليميَّة وتطوير أساليب التعلّم، وتنمية الموارد البشريَّة، ورعاية الموهوبين لاسيما وأن أهمَّ ما يميّز هذه الرؤية هو تركيزها على كافة الجوانب والمحاور ذات العمليَّة التعليميَّة.