أعلن تنظيم «داعش» الإرهابي أمس الأربعاء إعدام رهينتين كان يحتجزهما أحدهما نروجي والآخر صيني، فيما تستهدف غارات روسية وفرنسية معقله في الرقة بسوريا ما أدى الى مقتل 33 من مقاتليه في خلال 72 ساعة، وتكثيفًا للضغط على التنظيم المتطرف تلقى الطيران الروسي الأمر بإطلاق النار على الصهاريج التي تنقل منتجات نفطية في المناطق التي يحتلها التنظيم الذي يجني أرباحا طائلة من تجارة الذهب الأسود. وأعلنت فرنسا من جهتها أن حاملة الطائرات الفرنسية شارل ديغول أبحرت وستكون «في المنطقة» في شرقي البحر المتوسط على استعداد لإطلاق طائراتها إلى سوريا «نهاية الأسبوع». والتعاون غير المسبوق ضد تنظيم داعش بين موسكووباريس اللتين تختلفان بشأن سبل تسوية النزاع في سوريا، جاء نتيجة الاعتداءات الدامية في باريس وتحطم الطائرة الروسية في سيناء المصرية، وقد تبنى التنظيم الجهادي كليهما. وفي أول رد فعل أكد مكتب رئيس الوزراء النروجي أن الصور «تبعث على الاعتقاد بأن الرهينة أولي جوهان غريمسغارد-اوفستاج أعدم، والعمل جار للتحقق من ذلك». وكانت أوسلو أكدت أن أولي جوهان غريمسغارد اوفستاد خطف بعيد وصوله الى سوريا أواخر يناير 2015، وكان النروجي البالغ 48 عامًا أعلن في 24 يناير على فيسبوك أنه وصل إلى إدلب بسوريا، وأقرت الصين من جهتها بأن أحد رعاياها وقع على الأرجح بين أيدي تنظيم الدولة الإسلامية الذي قدمه على أنه فان جينغهوي وهو مستشار في الخمسين من العمر. ويسيطر التنظيم المتطرف على أجزاء واسعة من الأراضي في سوريا وفي العراق المجاور حيث يكثف ارتكاب الفظائع من خطف واغتصاب وقتل وقطع رؤوس، وقد بث في السابق أشرطة فيديو متقنة الإعداد تظهر قطع رؤوس عدة رهائن خاصة غربيين، وقال وزير الدفاع الفرنسي جان ايف لودريان: «هنا يجب إصابة داعش في قلب قواه الحية». وبحسب قوله فإن الطائرات الحربية الفرنسية ألقت «ستين قنبلة على مركز (لتنظيم داعش) الحيوي في الرقة»، وأسفرت الغارات الفرنسية والروسية التي استهدفت مخازن أسلحة وذخيرة ومعسكرات تدريب وتجنيد ومراكز قيادة وحواجز للتنظيم المتطرف، أسفرت عن «مقتل 33 عنصرًا على الاقل وعشرات الجرحى من التنظيم المتطرف» في خلال 72 ساعة بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان. ويوضح مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبدالرحمن أن «تنظيم داعش اتخذ احتياطاته مسبقًا لذلك فإن المواقع المستهدفة من مستودعات ومقار لم يكن فيها سوى حراس»، موضحًا أن غالبية القتلى سقطوا جراء استهداف حواجز الجهاديين، وقد هربت عائلات العديد من المقاتلين الأجانب من المدينة، وبعد الصدمة التي أثارتها اعتداءات باريس الجمعة قرر الرئيسان الفرنسي فرنسوا هولاند والروسي فلاديمير بوتين «التنسيق بشكل أوثق» بين أجهزة استخبارات البلدين. وأمر بوتين سفنه الحربية الراسية في البحر المتوسط الدخول في «اتصال مباشر» مع حاملة الطائرات شارل ديغول و»التعاون مع الحلفاء» الفرنسيين، وأعلن قائد العمليات العسكرية الروسية في سوريا الجنرال اندري كارتابولوف الأربعاء كما نقلت عنه وكالة الأنباء انترفاكس «صدر قرار بأن تقوم الطائرات القتالية الروسية بعملية صيد حر» للصهاريج التي تحمل منتجات النفط العائدة للارهابيين في المناطق التي يسيطر عليها تنظيم الدولة الاسلامية»، وقال: إن الطيران الروسي دمر حتى الآن نحو 500 صهريج نفط خلال «الأيام القليلة الماضية» تنقل النفط من سوريا إلى مصافي نفط في العراق، إلى ذلك غيرت الولاياتالمتحدة أيضا مواقفها تجاه موسكو، وأكد الرئيس باراك أوباما أن روسيا كانت «شريكًا بناءً في فيينا من خلال محاولتها خلق مرحلة انتقالية سياسية» في سوريا وذلك في إشارة إلى المحادثات الدولية الأخيرة في النمسا بالرغم من الخلافات التي ما زالت قائمة حول مصير الرئيس بشار الأسد. وستكثف أنقرة وواشنطن عملياتهما «خلال الأيام المقبلة» لطرد الجهاديين المتواجدين على الحدود التركية في شمال سوريا. المزيد من الصور :