منذ سنوات عديدة ونحن نسمع ونقرأ تصريحات لمسؤولين في وزارة المياه تُبشر المواطن بأن مشكلة المياه والصرف الصحي سوف تكون من أخبار الماضي ، وكانت التصريحات الرنانة تُطلق منهم بعد كل مشكلة تواجه المواطن في مجال شُح المياه أو لعدم وجود شبكة صرف صحي ،واليوم وبعد أن انقضت السنين الطويلة التي مُلئت بالوعود التي لم تُقدم أي حلول لا تزال المشكلة كما هي بل هي في اتساع ولا تزال سيارات نقل المياه ذات اللون الأبيض والسيارات الصفراء الناقلة لمياه الصرف الصحي تصول وتجول في شوارع مكةالمكرمةوجدة والطائف وبأعداد هائلة وقد أخبرني مواطن أن وزارة المياه قامت وعن طريق فرعها في مكةالمكرمة بإيصال الخدمات إلى العديد من المخططات التي ظلت نحو ثلاثين عاما بدون خدمات حيث قامت بإيصال خدمات المياه والصرف الصحي ولكن مضى عام ولم تصل قطرة ماء عبر تلك التمديدات أو أن تنقل شبكة الصرف الصحي مياه الصرف ، والغريب في الأمر أن مُعظم العدادات التي تم تركيبها سُرقت وأثناء حديثنا عن تأخير إيصال الخدمات إذا بأحد الحضور يقول : أحمدوا الله اذا وصلتكم المياه بعد سنتين وقال : لقد تم ايصال الخدمات لمخطط الخالدية 1 بمكةالمكرمة وهذا المخطط أنا أحد السكان فيه وفي العام الأول من توصيلها طاف على عدادات المياه طائف وأهل الحي نائمون وتمت سرقة كل العدادات وعندما أرادت الجهة المختصة بدء عملية الضخ لم تجد العدادات التي ركبتها فقامت بتركيب بديل تمهيداً لإيصال المياه ، فقام الأهالي بتركيب شبوك حديدية لحماية العدادات من سرقة جديدة ولكن الشركة قامت بإجبار ملاك العقارات على دفع غرامات باهظة بحجة مخالفة إخفاء العدادات وبعد أن حصلوا على مبالغ «الإخفاء» وانطلقت المياه التي تأتي يومين او ثلاثة وتغيب خمسة عشر يوما تجعلنا نحتاج إلى اللون «الأبيض» الذي يُعوض حاجتنا ولكن ذلك لا يتحقق إلا بالذهاب إلى مواقع الأشياب والانتظار لساعات . والسؤال الذي يطرح نفسه ماذا استفادت الوزارة من عملية إسناد المياه إلى شركة ؟ وهل يمكن اعتبار تحصيل الغرامات وتنشيط الوايتات والشح في اطلاق المياه من ضمن الفوائد المرجوة ؟ وهل الوزارة راضية عن الشركة التي أطلقت يدها لتفعل ما تشاء ؟ . وأخيرا .. فإن السؤال الكبير الذي يحتاج إلى اجابة مقنعة هو عن الاسباب الحقيقية التي أدت إلى إسناد محطات التحلية الى الشركة ؟ وهل من بنود العقد رفع الإنتاجية وتطوير محطات التحلية ؟ أو إيصال المياه الى المنازل عن طريق الشبكة المنزلية ؟ لأن ما هو حاصل على أرض الواقع أن المواطنين لم يلمسوا أي نتائج إيجابية من جراء إسناد الأمر إلى الشركة. [email protected]