ماتت أمُّه أمام عينيه، قتلها وحش برصاص الغدر ارتمى على صدرها، ضمَّته .. قبَّلته، وهي مضرجة في دمائها، قالت له : اهرب، انجُ بنفسك ،في الجنة نلتقي ياولدي . ثم فاضت روحها ..!! ارتمى على صدرها ثانية، حاول أن يحملها كان جسدها الطاهر،أثقل من جسده الغض ,,!! « 1 » .. لم يهرب عماد، بكى .. كفكف دموعه، لعق قطرة من دم أمه، ثم حمل حجراً وقذف به ذلك الوحش الكاسرالواقف على ساقين طويلتين كشبح غبي .. وانتفض الوحش في كبرياء حمقاء، ثم أرداه قتيلا الى جوار أمه، صاح عماد : « أماه «.. ثم فارق هو الآخر الحياة ,,!! « 2 » .. المشهد مؤلم لحكاية مأساوية تحرقنا بالوجع .. أمٌّ رؤوم كانت تدافع عن أبنائها الثلاثة، وبراءة تموت مرتين، واحدة في حضن الأم، وأخرى على صدر الثرى، وبينهما حجر ووحش كاسر ,,!! « 3 » .. خرج أهل القرية يوارون قتلاهم الأرض كما يفعلون دائماً ..!! حمل الصغار الحجارة وحفنة من تراب غزة وأقسمواعلى الانتقام من القتل والاحتلال ..!! « 4 » .. في كل يوم يسقط شهيد، امرأة .؟ طفلا .؟ شيخاً .؟ هؤلاء هم الضحايا الحقيقيون لقضية نلوكها ستين عاماً ..!! « 5 » .. هؤلاءيدفنون موتاهم ،يحملون جرحاهم ،يدارون سقف بيوتهم الهشة، متى ستسقط فوق رؤوسهم ..!! لكنهم يتقوون ويقسمون ولازالوا يقذفون بالحجارة في انتظار يوم العودة ..!! « 6 » .. أما أؤلئك فإنهم هناك في صياصيهم يتاجرون بالدماء وبالجراح وبأرواح الشهداء، ويزايدون على القضية ..!! « 7 » .. يتصارعون على الكراسي ويتقادحون على الرئاسة ويتعادون داخل البيت الواحد ..!! « 8 » .. يموت طفل من أجل الأرض ومن أجل القضية ..! ويقوم رعديد من أجل السلطة وتشكيل الحكومة ..!! « 9 » ,, كانت لنا قضية وكان لنا عدو، وكنا نحارب احتلالاً ..! اليوم أصبحت قضيتنا،حماس وفتح والفصائل وأصبح همنا تشكيل حكومة وفاق ..!! « 10 » .. فماذا عسانا نقول للأجيال القادمة ..؟؟! كيف نقنعهم بأنه كانت لنا قضية ..؟! وكيف يمكن لنا أن نترحم على ارواح شهدائنا .؟ ونحن نتأرجح في لعبة الكراسي ..؟ « 11 » .. ولن أسأل متى سننتصر ؟ومتى ستعود فلسطين ؟ فهذه من المحرمات، داخل مكونات ، قد أصابها العته ..!!