أكملت أسواق السلع السعودية استعداداتها لاستقبال المتسوقين من المواطنين والمقيمين الراغبين في تأمين مستلزمات شهر رمضان المبارك وعيد الفطر، ويمكن لأي متسوق حاليًا في المجمعات التجارية مشاهدة الأركان الرمضانية الموسمية وسط توفر العديد من البدائل للسلع التي اعتاد المتسوقون اقتنائها في الشهر الفضيل. وكشفت مصادر في عدد من شركات المجمعات الاستهلاكية المحلية بالرياض لوكالة الأنباء السعودية أن الاستعداد للشهر الفضيل بدأ في الربع الثاني من العام الهجري الحالي لتوفير السلع المطلوبة مع الحرص على توفير العديد من البدائل للأصناف، إضافة إلى تخصيص أركان خاصة بالسلع الرمضانية والتواصل مع الشركات المستوردة والمنتجة لها لتوفير عروض أسعار مناسبة. ومن المنتظر أن تشهد الأيام الأخيرة من شهر شعبان الحالي ذروة موسم رمضان حيث أعتاد الكثير من المواطنين والمقيمين تأمين مستلزماتهم في الأيام الأخيرة من الشهر الجاري لتوفير متطلبات رمضان خاصة في السلع والمواد الغذائية. وتسابقت الكثير من المجمعات التجارية على تأمين الكثير من السلع والعروض بالاتفاق مع الشركات المستوردة والمنتجة على حد سواء، وسط توفير كميات كبيرة من السلع تحسباً لارتفاع الطلب في نهاية شهر شعبان الحالي ومطلع رمضان المبارك. وأكد عدد من مسؤولي المعارض والمجمعات التجارية ارتفاع مستوى شراء الأفراد وذلك لعروض الأسعار المناسبة، كما لجأت تلك المجمعات إلى توفير العديد من نقاط البيع الالكترونية ومشتريات بطاقات الصرف الآلي والبطاقات الائتمانية تلافياً لحمل النقد من قبل المتسوقين. وكشفت بيانات مصلحة الإحصاءات العامة والمعلومات في شهري أبريل ومايو الماضيين التي أطلعت عليها "واس" عن وجود تباين في أسعار بعض أقسام السلع خلال تلك الفترة مع توقعات من قبل المتعاملين في السوق بميل لارتفاع أسعار بعض السلع مقارنة بالعام الماضي. فعلى سبيل المثال سجلت عدد من الأقسام الرئيسية المكونة لأسعار الجملة في شهر أبريل على أساس سنوي الصادرة من مصلحة الإحصاءات العامة والمعلومات ارتفاعاً سجل خلاله قسم الزيوت والدهون الحيوانية والنباتية ارتفاعاً بنسبة 2.6% متأثر بارتفاع فصل الزيوت بنسبة 2.6% وزيت الذرة بنسبة 2.8% وزيت النخيل بنسبة 1.8%. وفي قسم المواد الغذائية والحيوانات الحية على أساس سنوي في شهر أبريل سجل ارتفاعاً بنسبة 2% متأثراً بارتفاع تسعة فصول من فصوله ال 10، وكان أبرز الفصول المرتفعة في هذا القسم فصل الأسماك والقشريات بنسبة 12.2% بسبب ارتفاع بند الأسماك بنسبة 19.2% ثم فصل الحيوانات الحية بنسبة 4.5% متأثرًا بارتفاع عدد من البنوك المكونة له وهي الماعز الحي بنسبة 7 % والضأن الحي بنسبة 6.2% والبقر الحي بنسبة 2.9% والدواجن الحية بنسبة 0.5%. كما شهد فصل اللحوم ارتفاعا بدوره بنسبة 1.6% في شهر أبريل متأثراً بارتفاع بند لحم الدواجن بنسبة 2.5% وبند لحم الغنم بنسبة 2.2% وبند لحم البقر بنسبة 0.1%. وأشار التقرير من جانب آخر إلى انخفاض في عدد الأقسام الرئيسة المكونة لمؤشر الرقم القياسي لأسعار الجملة في شهر أبريل على أساس سنوي تصدرها قسم المواد الكيمائية بنسبة تصل إلى 11.1% ، وقسم السلع الأخرى بنسبة 7.5% وقسم الآلات ومعدات النقل بنسبة 2.6%. وتوقع عدد من مسؤولي المجمعات التجارية بمدينة الرياض استمرار وتيرة التسوق العالية حتى الأسبوع الأول من الشهر الفضيل وهي عادة ألفتها هذه المجمعات ، ولذلك عملت على تكثيف جهودها عن طريق فتح المزيد من نقاط البيع وزيادة موظفي التحصيل والتحميل لضمان انسيابية الحركة داخل تلك المجمعات ومنع حدوث التزاحم وتوفير كميات كبيرة من المواد الغذائية تحسبا لأي طلب زائد. وتتصدر الأصناف التي يكثر عليها الطلب في شهر رمضان المبارك وموسم عيد الفطر المبارك السكر والزيوت بأنواعها، والأرز, والمكرونة, وشراب التوت, وعصائر البودرة بمختلف النكهات إضافة إلى العصائر الطازجة, والشوربة, والدقيق, والجلي, والكريم كراميل. وكانت وزارة التجارة والصناعة قد أكدت على المستوردين والمنتجين على حد سواء بتوفير بدائل لأصناف السلع الرمضانية والموسمية وهو ما يمكن ملاحظته من حيث تعدد المنتجات وتباين أسعارها وزيادة عدد المنتجات المحلية المماثلة بأسماء وماركات سعودية. وأكد أحد مسؤولي الأسواق التجارية أنهم حرصوا على توفير بدائل للمنتجات الأكثر استهلاكا في رمضان وتوفير سلع مماثلة لها بالجودة ومنافسة لها بالأسعار لخفض نفقات المستهلكين لكبح جماح ارتفاع سعر بعض السلع نتيجة للطلب الكبير عليها خاصة مع توفر سلع بديلة بعضها منتج محليا بأسماء تجارية أخرى. ويعد موسم رمضان وعيد الفطر المبارك الفترة الذهبية لقطاع المخابز والمعجنات الذي يتميز بمنافسة كبيرة بين الشركات المصنعة والمخابز المحلية التي تحرص على توفير رقائق السمبوسة والمطبق والحلويات الرمضانية العديدة من خلال مخابزها، فيما تركزت بعض المخابز جل نشاطها من أجل توفير تلك المواد الرمضانية وحلويات العيد لتلبية الطلب الكبير خاصة وأن الكثير من الأسر تتجه لاستهلاك عالي للحلويات سواء المصنعة أو المعدة منزليا التي تدخل منتجات القطاع في موادها الأولية. ويشهد قطاع التمور بدوره إقبالاً على شراء الأنواع المفضلة من التمور التي تتوفر في الأسواق من إنتاج العام الماضي إذ يعد شهر رمضان المبارك من المواسم النشطة لبيع واستهلاك التمور، إضافة إلى اعتماد قطاع المخابز على منتجات التمور لصنع بعض أنواع المعمول والحلويات الرمضانية. وتنشط شركات العصائر والألبان في موسم رمضان وتوفر كميات كبيرة من الألبان خصوصاً وبعض أنواع الكريمات والحليب والزبادي والعصائر لتلبية الطلب الكبير عليها، وذلك لأن أغلب المأكولات الرمضانية تعتمد بشكل جزئي على مشتقات الألبان خاصة في هذه الفترة من السنة التي تشهد ارتفاعاً في درجات الحرارة وزيادة في ساعات معدلات الصوم التي تصل إلى أكثر من 15 ساعة يومياً.