كشفت دراسة صادرة عن كرسي الأمير نايف بن عبدالعزيز للقيم الأخلاقية بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة عن 4 تأثيرات سلبية لمواقع التواصل الاجتماعي على قيم الشباب، تشمل الاهتزاز القيمي، وضعف المناعة الأخلاقية، وبروز مظاهر سلبية وغريبة عن قيمنا ومجتمعنا في سلوك بعض الشباب، وظهور جماعات تدعو لتبني تلك القيم الغريبة وتدافع عنها. وقالت الدراسة: إن الاهتزاز القيمي بدأ بالظهور بعد طفرة الجيل الثاني من الويب، وولادة شبكات التواصل الاجتماعي مثل تويتر وفيسبوك وغيرهما، والتي تتسم بعناصر مثيرة وجاذبة، كالفورية والتفاعلية وتعدد الوسائط والتحديث، ما أدى لزيادة ساعات الاستخدام والتعرض، والاعتماد عليها كمصدر وحيد للأخبار والمعلومات، ونظرًا للتنوع الواسع لفئات المستخدمين، وتعدد مستوياتهم الثقافية والأخلاقية وتبعًا لقانون التأثير والتأثر برزت ظواهر سلبية في سلوك الشباب السعودي، غريبة عن قيمنا وتقاليدنا، كما ظهرت جماعات تدافع تلك القيم وتدعو لتبنيها، وهذا معناه نجاح عملية الفيروس الأخلاقي في اختراقنا. واستخدمت الدراسة منهج المسح الميداني بطريقة جمع المعلومات عن سلوكيات الأفراد وعلاقتهم بوسائل الإعلام. ويتمثل مجتمع الدراسة في فئة الشباب السعودي، وذلك في المرحلة العمرية من (18- 35) سنة، وهي عينة عشوائية متعددة المراحل قوامها 600 مفردة، من مدينة جدة، نصفهم من الذكور والنصف الثاني من الإناث. ولاحظت الدراسة تنامي سريع لأعداد مدمني الإنترنت بين أوساط الشباب السعودي، واعتمادهم على شبكات التواصل الاجتماعي كمصدر أساسي للمعلومات، وخلصت إلى أن الاهتزاز القيمي الذي أصاب شبابنا السعودي ناجم عن تعرضهم المكثف للإعلام الإلكتروني، والاستخدام الخاطئ، وعدم وجود الوصاية الوالدية وضعف المناعة الأخلاقية، ما ترك آثارًا سلبية على نفسياتهم وسلوكهم الاجتماعي والأخلاقي. وخلصت الدراسة إلى 8 توصيات هي: ضرورة الانتباه لخطورة وتأثير وسائل الإعلام الإلكترونية وإجراء المزيد من الأبحاث، تكثيف الدراسات النظرية والعملية والميدانية لرصد ظاهرة إدمان الإنترنت وآثارها على الشباب بشكل خاص، دعم التوعية الأسرية والإعلامية بالمخاطر الاجتماعية والأخلاقية الناجمة عن استخدام شبكات التواصل، وضع برامج إعلامية توعوية للشباب لترشيد استخدام تلك الشبكات وإصدار نشرة إعلامية توزع داخل الجامعة لنشر الوعي بضرورة الاستفادة من الإنترنت بشكل إيجابي، تنمية الإحساس بالدين والوطن والانتماء وتوعية الأسرة بأهمية التربية الدينية وغرس الوازع الديني لحماية الشباب من أي انحراف، توجيه الشباب إلى ضرورة الالتزام والتقيد بقوانين الاتصالات في المملكة فيما يختص باستخدام الإنترنت للدخول للمواقع المحظورة، تصميم مقرر دراسي عن التربية الإعلامية، عمل دورات تدريبية وورش عمل مكثفة للتعريف بشبكة الإنترنت وتدريب الطلبة الجامعيين على الاستخدام المفيد لها.