سيطر تنظيم «داعش» الارهابي مساء أمس الاربعاء بشكل شبه كامل على مدينة تدمر الأثرية في وسط سوريا بعد انسحاب كثيف لعناصر القوات النظامية من مختلف أنحاء المدينة، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان، فيما قال التلفزيون السوري: إن المقاتلين الموالين للحكومة انسحبوا من مدينة تدمر القديمة بعد دخول مسلحي تنظيم «داعش» الإرهابي أحياءها بأعداد ضخمة، وفي خبر عاجل بثه التلفزيون قال: إنه تم إجلاء معظم السكان المدنيين من المدينة قبل الانسحاب. وأضاف: إن مسلحي «داعش» الإرهابي يحاولون دخول المواقع التاريخية في تدمر والتمركز هناك. وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن «هناك سيطرة شبه كاملة لتنظيم «داعش» الإرهابي على تدمر، انسحب عناصر قوات النظام بكثافة من كل المناطق»، وأشار الى أن الغموض يلف مصير قوات النظام في فرع البادية للمخابرات العسكرية وسجن تدمر العسكري اللذين لم يدخلهما التنظيم بعد»، وقال عبدالرحمن: إن أعدادًا كبيرة من الجنود انسحبوا الى خنيفيس الواقعة جنوب تدمر، وأن العديد من السكان المدنيين نزحوا إلى مدينة حمص أو في اتجاه دمشق، وقال الناشط محمد حسن الحمصي المتحدر من تدمر لفرانس برس عبر الانترنت: إن «أعدادًا كبيرًا من قوات النظام شوهدت تتجمع قرب فرع الأمن العسكري (البادية) وتنسحب». وقتل 15 عنصرًا من جبهة النصرة، ذراع تنظيم القاعدة في سوريا، الاربعاء في غارات لطائرات التحالف الدولي على منطقة في محافظة حلب في شمال سوريا، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان، وقال المرصد في بريد إلكتروني: «لقي ما لا يقل عن 15 مقاتلًا من جبهة النصرة، غالبيتهم من الجنسية التركية، مصرعهم الاربعاء جراء قصف لطائرات التحالف العربي الدولي على مقرين لجبهة النصرة في قرية التوامة في الريف الغربي لمدينة حلب». وفي الشأن العراقي، غادر رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي الاربعاء الى موسكو لبحث «توسيع التعاون العسكري والأمني» مع روسيا، في زيارة تأتي بعد أيام من سقوط مدينة الرمادي مركز محافظة الأنبار بيد «داعش» الإرهابي، وأعلن المكتب الإعلامي للعبادي مغادرته «بغداد مساء الأربعاء إلى جمهورية روسيا الاتحادية في زيارة رسمية تستغرق يومًا واحدًا» بدعوة رسمية، من جهتها أعلنت وزارة الداخلية العراقية الاربعاء إعفاء قائد شرطة محافظة الانبار من مهامه، بعد 3 أيام من سيطرة تنظيم «داعش» الإرهابي على مدينة الرمادي مركز المحافظة، وانسحاب معظم القوات الأمنية من مراكزها. وجاء في بيان مقتضب للوزارة «إعفاء اللواء الركن كاظم محمد فارس (الفهداوي) قائد شرطة الانبار، وتعيين اللواء هادي رزيج كساء بدلا عنه»، وفي بيان ثان، أمر وزير الداخلية محمد سالم الغبان القائد الجديد «بأن يباشر مهام عمله فورًا وأن يختار مقرًا بديلاً لقيادة الشرطة ويبدأ بتنظيم شرطة الانبار والرمادي». وفي حين لم تحدد الوزارة الاسباب التي دفعت الى إعفاء قائد شرطة الإنبار من مهامه، تأتي الخطوة بعد أيام من سيطرة تنظيم «داعش» الإرهابي على الرمادي، في ابرز تقدم له في العراق منذ سيطرته على مناطق واسعة في شمال البلاد وغربها في يونيو 2014، وتعهدت الثلاثاء حكومة رئيس الوزراء حيدر العبادي، القائد العام للقوات المسلحة، «إنزال أشد العقوبات بالمتخاذلين الذي أدى موقفهم هذا الى تداعيات في الرمادي». إلى ذلك، كشف مسؤول عسكري في وزارة الدفاع الأمريكية أن واشنطن قررت عدم إرسال أي قوات خاصة للقتال إلى جانب القوات العراقية على الجبهات المحيطة بمدينة الرمادي، التي سقطت بيد تنظيم داعش مؤخرًا، يأتى هذا فيما قال الناطق باسم البيت الأبيض، جوش إيرنست، بوضوح: لا يوجود تغيير في الإستراتيجيات الأمريكية رغم تقدم داعش الميداني، وأضاف: هل سنضرم النار في شعرنا بكل مرة تحصل فيها انتكاسة في العمليات ضد داعش، أم أننا سنتحمّل مسؤولياتنا بتحديد أوجه النجاح والقصور وإجراء تقييم لإستراتيجيتنا؟. المزيد من الصور :