يعتبر الأدب تجسيدًا من نوع خاص لحياة الشعوب، ومن هذه النافذة جسّد (6) مبدعين الثورة السورية في (7) روايات؛ جاءت الأولى تحت عنوان «طبول الحب»، للكتابة السورية مها الحسن، التي كتبتها في باريس، وتدور قصتها حول الأستاذة «ريما» التي قررت العودة لبلادها بعد سنوات عاشتها بباريس. وتنقل الكاتبة للقراء عبر أحداث الرواية الواقع السوري وما يقع في أحياء سوريا منذ عام 2011، وتشرح طبيعة المجتمع السوري المتعدد الهوية الدينية، ومواقف تلك الشرائح من الثورة ومن الاستبداد والعنف الذي تلاقيه من النظام الحاكم. ثم رواية «أيام في بابا عمرو»، للصحفي السوري عبدالله المكسو، وتعد أول رواية تتناول الواقع السوري منذ اندلاع الثورة في 2011 بتلك التفاصيل الدقيقة والأحداث الجانبية، وتعرض مجموعة من الشخصيات يقابلها البطل الصحفي الشاب العائد إلى وطنه سوريا لإنجاز مجموعة من الأفلام الوثائقية. الرواية الثالثة «عائد إلى حلب»، وهي الجزء الثاني لرواية أيام في بابا عمرو للمؤلف عبدالله المكسور، وفيها يستكمل المكسور الحكايات المأساوية للواقع السوري منذ اندلاع الثورة، وقرار النظام الأسدي بمحاربة كل الثوار على السواء بالرصاص وكل أشكال الأسلحة. رابع الروايات «لا سكاكين في مطابخ هذه المدينة»، لخالد خليفة، تتناول ما كان يعيشه المجتمع السوري منذ عام 1963؛ حيث إرساء ركائز حكم حافظ الأسد، فينقل القارئ إلى مساوئ هذا الحكم، وما تركه من أثر لا يمحى. في الرواية الخامسة «قميص الليل»، للسورية سوسن حسن، تتناول فيها جوانب من المأساة السورية وتثير من خلال كتابتها أغرب جوانب تلك المأساة؛ وهو تأثير الجهل بهوية الموتى وضحايا النظام الأسدي. أما الرواية السادسة «وحدك تعلم»، فهي رواية إلكترونية ولم يفصح كاتبها ذلك الطبيب السوري عن اسمه لأسباب أمنية، ولكنه يستعرض من خلال روايته تفاصيل شعوره بالثورة في وطنه، وإيمانه بها منذ اللحظة الأولى. آخر الروايات «مدن اليمام»، للكاتبة ابتسام التريسي ربطت فيها بين سوريا أيام الثمانينيات في عهد حافظ الأسد والمجزرة التي ارتكبها في حماة، وبين سوريا منذ 2011 بعد اندلاع الثورة ضد بشار الأسد وضد قمعه وعنفه. وهي رواية بلا نهاية.