إحدى التعريفات لمعنى (مذكرة التفاهم ) هي أنها وثيقة رسمية بين طرفين أو عدة أطراف ، وهي تعد إيذاناً ببدء العمل بين أطراف الاتفاق أكثر منها التزاماً قانونياً ، والبعض يعتبر مذكرة التفاهم بأنه اتفاق شرف يفتقد لإلزام العقود الرسمية وبعض الجهات تعتبر مذكرة التفاهم هي مخرج وبديل عن الاتفاقات والعقود الرسمية فهي أسهل من حيث التعديل وهي عبارة عن إضفاء طابع شبه رسمي لرغبة في التعاون بين طرفين وقد يشمل هذا التعاون تبادل المعلومات والخبرات في إطار محدود . أصبحنا اليوم نسمع وبشكل يومي عن قيام جهات متعددة بتوقيع مذكرات تفاهم مع جهات أخرى سواء كانت تلك الجهات محلية أو دولية ، وقد يعلن في تلك المناسبات أرقام فلكية سواء بالنسبة لفرص العمل التي ستقوم تلك الجهات الموقعة على تلك المذكرات بتوفيرها أو من خلال الأموال التي سيتم استثمارها أو من خلال عدد المرافق التي سيتم إنشاؤها ، ويتطلب إعداد تلك المذكرات الكثير من الجهد والوقت والمال إضافة إلى قيام تلك الجهات بتنظيم حفل خاص لتوقيع تلك المذكرات وتقديم الكلمات في ذلك الحفل وذلك برعاية كبار المسؤولين كما تقوم بتغطيته مختلف وسائل الإعلام المحلية والدولية ويسبق توقيع تلك المذكرات ويتبعها اللقاءات الصحفية والتلفزيونية وغيرها من التغطيات الإعلامية المتنوعة . والسؤال في نهاية المطاف كم مذكرة تفاهم من تلك المذكرات التي تم توقيعها تم تنفيذها بالكامل ؟ وكم مذكرة تفاهم من تلك المذكرات التي جلجل لها الإعلام وهلل وكبر لها الصغير والكبير رأينا نتائجها اليوم ؟ في اعتقادي أن الإجابة سلبية وأن مذكرات التفاهم اليوم في أغلبها أصبحت مذكرات للأضواء والشهرة ولم يعد لها أي قيمة مضافة في المجتمع . على من يرغب في توقيع مذكرة تفاهم بعد اليوم أن يوقعها في صمت وبدون أي شهرة أو أضواء ويبدأ العمل حتى إذا ماظهرت النتائج وبدت ثمرة ذلك التعاون فإنه يجعل تلك النتائج تتحدث بدلاً من مذكرات التفاهم والتي لم تعد لها قيمة تذكر . [email protected]