من يمتلك حديقة يحرص على الاعتناء بها، وجعلها أجمل ما تكون، تلك الحدائق فما بال الكتب! فمن يحرص على اقتنائها فليحرص على قراءتها والبحث عن المعرفة والعلم فيها فالعلم طريق للجنة.. إنها جنة! كلما زدت تعمقاً، زدت حباً لتعرف ماذا بعد! إنها جنة! إن حاولت أن تتكلم الفصحى من كتاب أو ديوان شعر لأحد فحول وعمالقة الشعر العربي الفصيح، لتستدرجك من بيت لبيت ومن جملة لجملة فإذ بك قد بنيت مملكتك العقلية القائمة على المعرفة.. فبين أرفف الكتب العتيقة وحيثما تسكن كتب الحضارات وأمجاد الأمم، كنت أبحث عما يسد رمقي بالفصاحة والبلاغة لأملأ شغفي الحائر بين الشعراء والأدباء والفلسفة العالية بينهما. فهذان بيتان قد سقطا على عيني عندما كنت أقلب أوراق الشعر عبر رحلتي إلى الجنة.. فهذا أبو الطيب المتنبي يعرف بنفسه: الخيل والليل والبيداء تعرفني والسيف والرمح والقرطاس والقلم وهنا أبو تمام يخبرنا فلسفة العشق والهوى.. فيقول: نقل فؤادك حيث شئت من الهوى ما الحب إلا للحبيب الأول لهذا مهما تعدد الحب ومهما تأصل يظل أول من نحب هو أول من نهفو إليه لأنه ينبوع الفؤاد الاول.. وكلي يقين بأن خير جليس في الزمان كتاب، وأن هذا غيض من فيض.. فالكتب مليئة بالدرر والعلوم. عبدالمجيد محمد المطيري