بعد سنوات من أسرهم في معسكر تابع للمنظمة الإرهابية بوكوحرام النيجيرية تم تحرير حوالى مئة طفل بعد دحر بوكوحرام من ذلك المعسكر وللدهشة وجد المسؤولون الكاميرونيون أن هؤلاء الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين الخامسة والثانية عشرة لم يعودوا يتكلمون بلغتهم الأم ولم يعودوا يعرفون حتى أسماءهم ناهيك من أن يكونوا يعرفون ذويهم. يقول كريستوفر فوميونيوه الذي حاول إنشاء صلة مع هؤلاء الأطفال إنهم كانوا يبحلقون فيه دون كلمات وهم في حالة إعياء شديد. وكان فوميونيوه المدير الإقليمي للمعهد الوطني لأبحاث الديمقراطية والذي يوجد مقره الرئيس بواشنطون قد زار هؤلاء الأطفال مؤخرًا في ملجأ لهم في مدينة ماروا بشمالي الكاميرون، لقد تم تحريرهم بواسطة قوات كاميرونية مساندة للقوات النيجيرية في نوفمبر من العام الماضي من معسكر لبوكوحرام بالقرب من الحدود النيجيرية. كان الأطفال حفاة، وكان عددهم مئة فى ملجأ صمم ل20 طفلاً فقط، كانوا ينامون في كنبات أسمنتية دون ألحفة أو أغطية ولديهم نقص في المواد الغذائية حيث يقدم الملجأ الأرز وبالطبع لم يعد كافيًا لهذا العدد، كانت عيون هؤلاء الأطفال تنضح بالمأساة التي حلت بهم. بوكوحرام الآن تحت الحصار بواسطة قوات نيجيرية وقوات إفريقية أخرى، فإذا تم دحرها من مناطقها فربما يتم العثور على أعداد أخرى من الأطفال المخطوفين ففي أي حالة سيكونون؟ سيبحث فوميونيوه وآخرون يعملون مع هؤلاء الأطفال عن أهل هؤلاء المنكوبين ويفككون طرائق تعامل بكوك حرام مع الأطفال وكيفية إعدادهم بهذه الطريقة ليكونوا محاربين بعد أعوام قليلة فحسب منظمة هيومان رايتس ووتش فإن بوكوحرام تستخدم أطفالًا كمقاتلين في عملياتهم القتالية الإرهابية منذ سن الثانية عشرة، غسيل الأدمغة، لقد ذهب هذا الغسيل شأوًا بعيدًا حتى أنسى الأطفال أسماءهم وأسماء آبائهم وأمهاتهم.