أقام الدكتور أحمد عاشور حفل عشاء مؤجلاً بمنزله تكريماً واحتفاءً بالدكتور عبدالعزيز بن محيي الدين خوجة وزير الإعلام الأسبق. حضر الحفل بعض من معالي الوزراء ومديري الجامعات السابقين، وشرف الحفل كذلك معالي الدكتور أنور جبرتي المستشار السابق بالديوان الملكي ونخبة من رجال الفكر والثقافة والأدب ورجال الأعمال والصحافة. لقد عمَّ الحزن على محيا الحضور بوفاة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز رحمه الله، وفي خضم هذه الأجواء الحزينة بفقد القائد والأب، ألقى راعي الحفل الدكتور أحمد عاشور كلمة رحب بها بالحضور، وترحَّم فيها على خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله طيب الله ثراه، وأثنى على إنجازاته وما قدمه لوطنه وشعبه، وبايع من خلالها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- وأشاد بقدراته في قيادة الوطن داخليا وخارجيا، ثم أشاد بالمحتفى به الدكتور عبدالعزيز خوجة، مستعرضاً العديد من جوانبه الإدارية والإنسانية، وما قدّمه لوطنه ومواطنيه، وعلى الأخص عندما كان سفيراً لخادم الحرمين الشريفين إبان حرب حزيران 2006 على لبنان، وأثناء القصف الجوي العنيف على بيروت وضواحيها، وما أصاب الرعايا السعوديين وأسرهم والمقيمين والمصطافين من الهلع والقلق الخوف، وكيف استطاع السفير خوجة بحكمته المعروفة وأعضاء السفارة من زرع الاطمئنان والراحة في قلوب الرعايا السعوديين، وإشرافه المباشر والشخصي على إقامتهم وإعاشتهم وتفويجهم إلى البلدان المجاورة، وبما عرف عن معاليه من التواضع الجم، ودماثة الخلق، والوقفات الصادقة أثناء الظروف الحرجة حيث عامل الصغير كالابن، والكبير كالوالد، والسعوديين كالأهل. وأثنى على ما قام به من أعمال في وزارة الإعلام، وتمكنه وبدعم من الملك عبدالله -رحمه الله- من تحويل الإذاعة والتلفزيون ووكالة الأنباء والإعلام المرئي والمسموع إلى هيئات مستقلة يرأس مجلس إدارتها وزير الإعلام، إضافة إلى إنشاء قناتي القرآن الكريم والسنة النبوية، وغير ذلك من الأعمال والإنجازات التي تحسب لمعاليه، ويسجلها التاريخ بحروفٍ من نور. ثم ألقى الأستاذ خالد البيتي كلمة لاقت استحسان الجميع ليرتجل بعدها معالي الدكتور أنور جبرتي كلمة لم يكن مستعداً أو معداً لها مسبقا، ولعل هذه إحدى مقالب الدكتور عاشور، إلا أن الكلمة قد لاقت رضا الجميع. بعدها ارتجل الدكتور خوجة كلمته والحزن قد عمّ محياه، والعبرة كادت تخنقه، واختفت البسمة المعتادة منه ترحّماً وحزناً على فقيد الأمة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله -رحمه الله- ودعا الله الكريم أن يغفر له ويرحمه ويسكنه جنات النعيم مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا. وأشاد بما قدّمه لوطنه وشعبه وأمته العربية والإسلامية من أعمال لا يمكن ذكرها في كلمة مختصرة، منوّهاً ومشيداً بدعمه -رحمه الله- لوزارة الإعلام، وللوزارات الأخرى والهيئات، وحرصه والتأكيد الدائم على تسيير أمور المواطنين وقضاء حاجاتهم والتفاني في خدمتهم. وقال أبايع الملك سلمان بن عبدالعزيز ملكاً للبلاد، وأثنى على حكمته ورؤيته الثاقبة وفراسته الفطرية وخبرته الثرية كرجل دولة، وأنه لديه سجل حافل بالإنجازات الداخلية والخارجية، وقال: أنا متفائل بحكمته وإدارته سدة الحكم كثيراً، فعندما كنت وزيراً للإعلام كان -حفظه الله ورعاه- على اتصال شبه يومي ومتابع لقضايا تهم المواطن بشكلٍ دقيق وشفاف. وإننا لندعو الله أن يمدّه بالعون لمواجهة التحديات السياسية والاقتصادية والأمنية والإقليمية والعالمية، فهو سبحانه ولي ذلك والقادر عليه. [email protected]