سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
وزراء ومرحلة! إن توقيت التغيير كان مُوفَّقًا لعدة أسباب، على رأسها الرغبة الصادقة عند ولي الأمر -حفظه الله- في ضخ دماء جديدة في الوزارات؛ تكون أكثر نشاطًا وحيوية، وملاءمة لمواجهة التحديات
أبدأ بإزجاء الشكر والتقدير للوزراء الذين غادروا مواقعهم؛ بعد أن أدّوا واجبهم، وشاركوا في نهضة الوطن التنموية؛ كُلٌّ من موقعه. ومن بعد أُهنِّئ الوزراء القادمين على الثقة الملكية التي أوصلتهم لكرسي الوزارة من خلفيات متنوّعة، مع التمنيات لهم بالتوفيق. الحقيبة الوزارية بجانب أهمية المعاملات، وتشعُّب الموضوعات التي تحملها، يقع عليها ثقل معنوي، ومسؤولية جسيمة. وكم من شخص تولَّى الوزارة وأثَّر في أعمالها بشكلٍ إيجابيٍّ، وآخرين كانت إغراءات المنصب أكثر تأثيرًا. والمتوقع حسب التقاليد المتعارف عليها أنّ أيّ وزير جديد يكون لديه رؤية وعمق وثقافة شمولية بسياسة بلده وإستراتيجياتها، حتى يكون له دور فعّال ليس في نطاق وزارته وحسب، ولكن على مستوى الإدارة العليا في الوطن بصفة عامة. الاختيار على هذا المستوى يخضع لعدة عوامل منها إمكانات وخبرات الشخص الذي يقع عليه الاختيار، وعمّا إذا كان لديه ما يُؤهِّله للثقة أولاً، ثم للمهام المناطة بوزارته ثانيًا، فالثقة لها اعتباراتها، وكذلك الكفاءة. ومن الواضح أن توقيت التغيير كان مُوفَّقًا لعدة أسباب، على رأسها الرغبة الصادقة عند ولي الأمر -حفظه الله- في ضخ دماء جديدة في الوزارات تكون أكثر نشاطًا وحيوية وملاءمة لمواجهة التحديات التي تواجهها الوزارات التي شملها التغيير. وثانيًا لاقتراب صدور الموازنة الجديدة التي قد تتطلب قدرًا كبيرًا من مراقبة الصرف، بدون تأثير على استمرارية المشروعات القائمة، وسرعة إنجازها. ثم إن حجم التعديل الوزاري له دلالة خاصة بشموله تسعة مواقع مهمّة تتطلّب تحسين أدائها لمواجهة التحديات والنهوض بالخدمة العامة إلى مستوى أرقى، يستجيب لحاجة المجتمع، ويدفع بعجلة التنمية المستدامة إلى الأمام. والدوافع لطرح تمنيات في هذه المناسبة كثيرة، ولكن من الأفضل إعطاء القادمين الجدد فرصة لترتيب أفكارهم، على أمل أن تكون المبادرة من قِبَلهم لطمأنة المجتمع بأن هناك توجُّهًا جديدًا في جعبة كل واحد من الوزراء الجدد، يُحقِّق رغبة خادم الحرمين، وتطلعات المجتمع في أداء وإنجازات أفضل. الصحة والتعليم العالي على رأس الأولويات المرشحة لنقلة نوعية منتظرة، والأمل أن نسمع من أصحاب المعالي الجدد عن ما الذي ينوون عمله خلال ولايتهم. وهذا مطلب مشروع من وزراء نالوا ثقة المليك، ووقع عليهم الاختيار في هذه المرحلة الحساسة التي تمر بها المملكة. لأن أسلوب الصمت لم يعد ذا جدوى في عصر التقنية الحديثة، وعولمة الاقتصاد، ووسائل الخدمات السريعة. والروتين القديم في إدارة الوزارات لم يعدْ مجديًا أيضًا، وينبغي الاستعداد لاستقبال الجيل الجديد من خريجي الجامعات والمعاهد العلمية، وتهيئة بيئة العمل المناسبة لهم في كل وزارة لخدمة الوطن بحماس ونَفَسٍ جديد وبدون مصدَّات تُعيق تطلعاتهم الشبابية. استمعنا في عدة مناسبات إلى توجيه خادم الحرمين الشريفين الصادق لكل مسؤول في الدولة، وعلى رأسهم الوزراء بالاهتمام بالمواطن والحرص على توفير الخدمات المطلوبة لراحته. ومن واجب الجميع مواطنين ومسؤولين -كُلٌّ من موقعه- الإصغاء للتوجيهات الكريمة لكي ننهض بوطننا، ونحمي ترابه الغالي، ونربي أجيالنا على عزته وكرامته. في هذه المرحلة -الحساسة- العالم بأسره ينظر إلى هذا الوطن الذي شرّفنا الله بالعيش على ثراه، ويراقب أمنه واستقراره ورخاءه الاقتصادي بعين الغبطة والحذر والترقب.. وعلينا الاستجابة لتحديات المخاطر التي تحيط بنا بصمود الواثقين، وعزم المتبتلين لخدمة وطننا بأمانة وإخلاص.. وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه. [email protected]