على طريقة يا عجائب يا عجيب كيف القُمري صاد الذيب، أنا أتعجب مما بلغني عن أن رئيس الوحدة المستقيل حازم اللحياني سبق له اكتشاف اختلاسات مالية في النادي تتمثل في القيام بالاستيلاء على الرواتب المخصصة لبعض اللاعبين وعدم دفعها لهم وفرض نسب من لاعبين آخرين من خلال زيادة مستحقاتهم وتكون الزيادة في جيوب المختلسين، وأن اللحياني رصد بالمستندات تلك المخالفات وقام بالرفع عنها إلى الرئاسة العامة لرعاية الشباب التي أوفدت لجنة للتحقيق فيما رُفع لها، ومكثت اللجنة في النادي أسبوعين حققت خلالهما في كل شيء ومع جميع الأطراف، ثم جمعت أوراقها وسافرت إلى الرياض حيث موقع الرئاسة العامة لرعاية الشباب، وقد علم بهذا الإجراء العديد من محبي نادي الوحدة من أبناء أم القرى، فعبروا عن ارتياحهم لهذه الخطوة الجديدة عليهم لأنهم لم يألفوا مثل هذا التحرك والتجاوب الحميدين مع إدارات سابقة رفعت شكاوى مماثلة، فلم تجد لها آذان صاغية وعبروا عن ارتياحهم لما حصل، وتوقعاتهم بأن تتخذ الرئاسة إجراءات نظامية تقطع دابر المخالفات المالية والإدارية في النادي، ولكن مضت شهور على مغادرة اللجنة الأراضي المقدسة، ولم يبلغ النادي ولا محبيه من المتبرعين والمشجعين عن أي إجراء نظامي ترتّب على ذلك التحقيق المطول والمدعم بالمستندات، ولذلك فإن من حقي أن أتساءل: أولًا: هل كانت المستندات التي قدّمها رئيس النادي تثبت وجود مخالفات مالية بطريقة فيها اختلاس؟ وهل تم تحديد أسماء من قاموا بهذا العمل؟ فإن كان الجواب بنعم، فلماذا لم تتخذ الرئاسة أي إجراء بحقهم أو تحيلهم إلى جهات الاختصاص لاستكمال التحقيق معهم بإدانتهم ومعاقبتهم وإبعادهم عن النادي. ثانيًا: هل كانت المستندات المقدمة من رئيس النادي مستندات لا يُعتد بها، وأنه رفعها دون تثبت؟ ففي هذه الحالة كان ينبغي على الرئاسة إدانة تصرفه ومحاسبته على ما ادّعاه وإحالة الأوراق إلى جهات الاختصاص. ثالثًا: إذا كان هدف التحقيق مجرد الاطلاع وجمع معلومات، ثم وضع ذلك كله في ملفات، فمتى تتحرك الرئاسة وتعالج وتوجّه إذا لم تتحرك وقد بلغها وجود مخالفات واختلاسات؟! إن ما ذُكر يعيد إلى الأذهان قضية سابقة تفجّرت في أروقة نادي الوحدة اشتملت على تُهم بالتلاعب في النتائج، واتهام الإدارة بتقديم الرشوة لحارس مرمى في فريق آخر من قبل إدارة سابقة للنادي، ونُشرت تفاصيل تلك القضية وبتوسع وعلى مدى أيام وأسابيع في كل الصحف المحلية، ثم انتهت وكأن شيئًا لم يكن، مع أن النادي تضرَّر من قرارات الرئاسة في هذا الشأن، ولم يعاقب المتسببين. وفي الختام، هل يمكن أن تُصلَح أحوال النوادي الرياضية إذا كان كل ما يجري فيها من مخالفات تقابل بمثل هذه المواقف السلبية؟! لقد بدأت مقالي بإيراد زومال عن القُمري الذي صاد الذيب.. فمن هو القُمري ومن هو الذيب في هذه القضية يا أهل الحمية؟! [email protected]