لا أهتم كثيرًا بمتابعة الرياضة وبالذات كرة القدم، بل لا أهتم نهائيًا، والحمد لله لم أخسر شيئًاً بجهلي بها، بل كسبت صحتي، واحترامي لنفسي، وللآخرين، ولكن هذه المرة سأفضفض فضفضة رياضية بكلام عام عن جزء من الوضع الرياضي في بلادي، مع تمنياتي الخالصة أن تكون بلادي (فوق هام السحب) في كل المناسبات، والمحافل، والمجالات العلمية، والسياسية، والثقافية، والرياضية؛ مع قناعتي التامة والتي قد لا يتفق معي البعض فيها أن الرياضة لا تقدم الشيء الكثير للوطن، فالأمم لا تُقاس بإنجازاتها الرياضية، ففي النهاية هي وسيلة للترفيه، وغاية للصحة، ولا يجب أن تخرج عن هذا المفهوم. مع أن مجالات الرياضة متعددة، ومتنوعة إلا أن (المستديرة المجنونة) -كما يحلو للبعض تسميتها- طغت على ما سواها من الرياضات، ساهم في ذلك الإعلام الرياضي الذي أخذت منه الحيز الأكبر، فأصبحت حديث العامة، والخاصة، الكبير، والصغير، الرجال، والنساء، وطغت على المجالس، والمدارس، وأماكن العمل، فكان من نتاج ذلك أن وجدت بذور التعصب الرياضي في بعض العقول مستنقعًا صالحًا لها، نمّاها وسقاها بعض الرياضيين، وبعض من تصدر وسائل الإعلام الرياضي حتى أصبحت ميزانه، ومعياره في الحب، والكره، بل وصلت بالبعض أن هدم بيته، وقطع رحمه، وأجج في صدره نار العداوة، والبغضاء على كل من خالف ميوله، بل ورّث ذلك لأبنائه، وللأسف النماذج كثيرة نشاهدها قبل، وأثناء، وبعد كل مباراة، تلك النماذج التي شوّهت وجه كرة القدم، هم وبعض المحليين الرياضيين، والإعلاميين، واللاعبين أصحاب القصّات، والتقليعات الغريبة، والدخيلة على مجتمعنا، ومع كل هذا لازال هناك في ملاعبنا ممن يشار لهم بالبنان، ممن وعوا كونهم محط أنظار النشء، والقدوة التي ينظرون إليها، فكانت تصرفاتهم، وأخلاقهم وفق ما هو مرجو منهم. ختاماً.. لم تقم الأندية السعودية بواجبها تجاه المجتمع كما ينبغي، فهي كالبنوك، وبعض القطاعات الخاصة، مع أنها تجد الدعم الحكومي، ومن يُخالفني الرأي فليجاوب على سؤالي وقد يكون سؤال الكثير!! ماذا قدمت أنديتنا الرياضية للمجتمع؟ أليس من المفترض أن تكون أندية رياضية، ثقافية، اجتماعية؟!! على أرض الواقع ليس بالكثير، بل طغى الجانب الرياضي وبقى الثقافي، والاجتماعي مكتوبا على لوحة النادي وشعاره، حتى الحديث عنهما نادرًا ما نسمعه!! واستحوذت كرة القدم على جل اهتمامات النادي المادية، والمعنوية، والإعلامية، وصرفت عليها المبالغ الباهظة، وتحملت الأندية بسببها الديون بالملايين وبدون نتيجة، حتى أصبحت أنديتنا وعلى رأسهم منتخبنا مصدر الثراء الوحيد ل(طفارى) المدربين الأجانب، وبعض المحترفين الذين أثبتت الأيام أنهم (مقلب)، هذه الملايين التي جعلت بعض أبنائنا أقصى طموحه أن يكون لاعب كرة قدم. تويتر : ahl99 [email protected]