سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
"مستشفى نمرة".. فصل الحكاية الأخير ما رأيته في مستشفى نمرة هو (ثورة) حقيقية مرغوبة؛ فقد رأيتُ (معظم) التجهيزات (شبه مكتملة).. رأيتُ حجم الإصلاحات والتعديلات التي تمت على التصميم السابق.. رأيتُ ورش عمل في كل زاوية وحركة لا تهدأ
هذا المقال هو الخامس الذي أكتبه خلال ست سنوات عن مستشفى نمرة بمحافظة العُرْضِيَّات (أقصى جنوب منطقة مكةالمكرمة) عبر هذه الصحيفة الرائدة "المدينة" التي عُنيت بالمحافظة وبما تحتاجه من خدمات؛ بوصفها في طليعة الصحف التي دلفت إلى العرضيات منذ (32) عامًا عملتْ خلالها على إيصال مطالب الأهالي إلى الجهات المسؤولة، من خلال فتحها صفحاتها لمواطني العرضيات ليدوّنوا فيها مطالبهم واحتياجاتهم. مستشفى نمرة بسعة (50) سريرًا تسلَّمه المقاول في (9/4/1424ه) واستغرقت عملية التنفيذ (10) سنوات كانت قابلة للزيادة لولا المطالبات الحثيثة من قِبل المواطنين. خلال تلك المدة الزمنية المتطاولة لا أنسى -والمواطنون كذلك- وعد الوزير السابق حينما وقف على المستشفى في (3/12/1430ه) ووعدنا بافتتاحه خلال (6) أشهر، ولكنَّ الستة أشهر أصبحت (5) سنوات. اكتمل بناء المستشفى بعد تعثرات مريرة، واقترب موسم الفرح المنشود، إلا أن متطلباته ممثلة في التجهيزات الطبية، والكوادر الطبية والفنية والإدارية لم تهتدِ إلى طريق مستشفى نمرة، وكاد المواطنون أن يُحبطوا، لكنَّ صدور الأمر الملكي بتكليف المهندس عادل فقيه بوزارة الصحة حدا بالمواطنين لمعاودة المطالبة عبر وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي، فلم يخيِّب المهندس فقيه ظنهم؛ حيث بادر بتشكيل لجنة يرأسها مستشاره المهندس (عماد الدغيثر) للوقوف على مستشفى نمرة وموافاته بتقرير مفصل عنه. وبالفعل وقفتِ اللجنة على المستشفى فصُدمت بواقعه، من حيث أخطاء التصميم والتنفيذ، وعدم وجود الكوادر الطبية والفنية والتجهيزات الطبية. وقد تمكنتُ من مقابلة اللجنة ومرافقتها داخل المستشفى وتوضيح بعض ما كان يخفى عليها من حكاية المستشفى. على إثر تلك المطالبات وتلك الزيارة بدأت خطوات التصحيح من قِبل الوزير فقيه بتعيين الدكتور (مصطفى بلجون) مديرًا للشؤون الصحية بالقنفذة قبل حوالى شهرين، وبوضع خطة أو استراتيجية لبعث مستشفى نمرة من مرقده. الأربعاء الماضي دخلتُ المستشفى -بعد التنسيق مع د.بلجون- فاستقبلني المشرف على المستشفى (د.أحمد المسلَّم) وأخذني في جولة على مرافقه وحجراته لأخرج بعد ذلك موقنًا أن ما رأيتُه هو (ثورة) حقيقية مرغوبة؛ كيف لا والمستشفى قبل شهرين كان هيكلاً خاويًا إلا من صفير الريح عبر ممراته وبضعة موظفين مرابطين عند مداخله؟ لقد رأيت (معظم) التجهيزات (شبه مكتملة) لأقسام ك(الباطنية والطوارئ والعيون والأسنان والنساء والولادة والأطفال والتنويم والعناية المركزة والعمليات وغيرها)، رأيت حجم الإصلاحات والتعديلات التي تمت على التصميم السابق، رأيتُ ورش عمل في كل زاوية وحركة لا تهدأ، وعلمتُ أن الدكتور بلجون له زياراته المتكررة للمستشفى لمتابعة وتسريع خطوات الإنجاز. وخلاصة ما رأيت أن العمل داخل المستشفى رائع وجبار، وأن حلم الافتتاح أصبح وشِيكًا. في هذا المقام أطلب من المواطنين الكرام التعاون مع الشؤون الصحية بالقنفذة وإداريي المستشفى بهدف تسهيل عملية التجهيز، كما أنني آمل من الوزارة مشكورة زيادة وتيرة العمل –وإن كانت رائعة- إلا أننا نأمل مضاعفة الجهد لتعويض المواطنين تعب السنين العجاف، ولا أظنها إلا فاعلة. وحتى لا أكون مجاملاً فالمستشفى يحتاج للتسريع باستكمال الكادر الطبي والفني، يحتاج للتسريع بتجهيز محطة المعالجة، وإحضار فني التخدير، وجهاز الأشعة المقطعية الذي علمتُ أنه مُعتَمَد. كما أننا نشدد كثيرًا على إبقاء الكوادر الطبية والفنية والإدارية -حال اكتمالها- وعدم توجيهها إلى مستشفيات أخرى بعد افتتاح المستشفى. وبعد.. فالشكر الوافر مقرون بالدعاء الخالص للوزير فقيه وللدكتور بلجون، ثم لإداريِّي المستشفى على هذه الثورة المرغوبة وعلى هذا الإنجاز المُتحَقَّق (حتى الآن)، ونأمل من الجميع مواصلة الجهد بأقصى طاقة لاستكمال المتبقي من لوازم التشغيل والافتتاح. وأذكِّر معالي الوزير بأن وحدة غسيل الكُلى المجاورة للمستشفى مكتملة البنيان وتحتاج لثورة مماثلة لخدمة (30) مصابًا بالفشل الكلوي. [email protected]