نزيف الدم مؤلم، مؤلم، مؤلم..!! لا يكسر القلب ولا يهزه، ولا يدميه.. أكثر من منظر الدم وزهق الأرواح ..!! ونحترق ألف مرة بالكمد عندما تصافحنا جرائم القتل وتذهب أنفس بريئة..!! " 1 " .. كنا نشكو نزيف الدم المسكوب على وجوه (الاسفلت) وكم ندبنا أرواحًا غالية وكم قدمنا من جثامين كضحايا للحوادث والطيش .. وخلف كل نعش.. كنا، نذرف دمعة ونثور حسرة ثم نسلم كل شيء للقضاء وللقدر ..!! " 2 " .. يتواصل فينا الكمد ما بقي شلال الدم يجري وما بقيت الطرق، والحوادث، والجنون وقدرنا أن نكون ثمن كل ذلك ونحن ندفع (بالقرابين) إلى قبورها وندفع بأنفسنا إلى المآسي ..!! " 3 " .. ولا أحد يتخيل، أو يتوهم، أو يعتقد أن قلوبنا لم تعد ترتاع أو أصابها التجمد وهي تشاهد.. صباح، مساء شلالات الدم التي أسالتها وتسيلها المعارك في كل مكان..!! " 4 " .. الدم يظل هو الدم بكل مهابته، وفجيعته، وحرمته..!! ويزداد شناعة عندما يرتبط (بجريمة قتل)..!! إنه المنظر الذي تحس بأنه يمر ما بين عروقك حتى وإن كنت بعيدًا عنه..!! " 5 " .. أبشع وأقسى وأشنع الجرائم هي حوادث القتل ..!! .. ويالها من حسرات عظيمة تلوك أرواحنا ونحن نصبح أو نمسي على جريمة قتل..!! " 6 " .. ومن المؤلم - الى حد الانكسار - أنّ الراصدين يؤكدون على تنامي هذه الجرائم وبالذات في أوساط الشباب..!! " 7 " ..ثم يزيدنا قهرًا أن أكثر جرائم القتل ترتكب لاتفه الأسباب.. رغم عظم النفس عند الرب وحرمة الدم المسلم..!! " 8 " .. ومن المؤلم أن جريمة القتل باتت لا تستثني أحدًا.. حتى الطلاب الصغار على مقاعد الدراسة..!! والأزواج في داخل البيوت التي يفترض أن تكون سكنا ورحمة..!! والأقرباء، والأصدقاء، وزملاء العمل وحتى الأب والأم باتوا على مقربة من عديمي الضمير والقلوب..!! " 9 " .. المختصون تحدثوا عن أسباب كثيرة منها المخدرات، والانفتاح، والتغيير المجتمعي والعمالة بكل تراثها الدخيل وما يحمله من عنف وجريمة.. وتحدثوا.. عن البيئة، والمدرسة، والبيت، والمجتمع واشاروا.. إلى النواحي النفسية.. كالإحباط والغضب والانفعال " 10 " .. لكن يظل هناك ما هو أهم وأقوى.. إنه ضعف الوازع الديني..!! وهذه قضية خطيرة جدًا بل هي أساسُ كلِّ بلاءٍ وجريمةٍ ..!! " 11 " .. وحين يضعف الوازع فينا يسرح بنا الشيطان والهوى فنستصغر قيمة النفس ونستسهل القتل ..!! " 12 " .. وإذا كنا مطالبون جميعًا .. أفرادًا، وجهاتٍ، وفئاتِ مجتمعٍ بالوقوف بقوةٍ في وجه هذه الجرائم وإيجاد الحلول لها..!! وإذا كان الحل الأمني أحدها وتطبيق شرع الله ركيزتها فإنّ على المجتمع - بكل أطيافه وشرائحه - مسؤولية الوعي والتنوير.. وخلق بيئات صالحة للتحصين والممانعة !!