اضطراب «الأوتيزم» أو التوحد اضطراب انتشر في العشر سنوات الأخيرة بشكل كبير ويعاني منه عدد مرتفع من الأسر السعودية في مختلف مناطق المملكة وأصبح هاجسًا يقلق مضجع الأمهات والآباء ذلك أنهم يقفون عاجزين فاقدين للأمل لمجرد معرفة إصابة أحد أطفالهم بهذا الاضطراب وليس المرض كما يعتقده بعضهم انه مشابه للتخلف العقلي لأن التوحد هو اختلاف في التعامل مع المؤثرات الخارجية بخلاف الإنسان الطبيعي ومن خلال عملي الصحفي واطلاعي على قصص كثيرة من قصص الأطفال المتوحدين في المملكة لم تكن نتيجة هذا الاضطراب موحدة لأن بعض الأسر استطاع أطفالهم أن يتجاوزوا جزءًا من المحنة ويندمجوا في المجتمع بعد تكثيف التأهيل وقد يقول بعضهم: إن من استطاع أهله تأهيله ومساعدته هم من ذوي الإصابة الطفيفة أو المتوسطه للتوحد، وهنا أذكر قصة ذكرتها لي إحدى الأمهات لطفل متوحد بدرجة متوسطة وكان فاقدًا للنطق واستطاعت أن تجعله اقرب للأطفال الطبيعيين وحينما سألتها عن السر قالت لي أول طرق النجاح في معالجة الطفل المتوحد هو الاكتشاف المبكر في مراحل عمره الأولى من خلال ملاحظة تطور ادراكه وتواصله اللغوي والبصري وسرعة الاستجابة فأن لاحظ أحد الأبوين شيئًا من هذا الخلل لابد أن يسرعوا في إخضاعه لفحوصات والبدء في التأهيل لأن التدخل المبكر أهم ما يمكن أن يساعد هؤلاء الأطفال، وذكرت أن أكثر ما يضرهم مرحلة إنكار الأهل ورفضهم أن طفلهم مصاب بهذا الاضطراب وبالتالي يرون أنه لابد من الانتظار واعطائهم فرصة لعلهم يتغيرون مع الوقت في حين انهم لا يدركون أن ما يتم تأهيله لأطفال التوحد في سن مبكرة لا يمكن أن يحقق نفس الاستجابة لطفل بدأ تأهيله في سن متأخرة وبالتالي نستنتج من هذه القصة أن المواجهة في حالات الأطفال المتوحدين وقبول وضعهم وإيجاد حلول تأهيلية من خلال المراكز المؤهلة، إلى جانب مواقع الجمعيات العالمية لدعم أسر الأطفال المتوحدين الذين يقدمون خدمات ومعلومات مهمة في هذا الجانب تساهم في وضع الأسر على الطريق الصحيح بدلا من انتظارهم لمركز يتولى تأهيل المتوحد من الألف إلي الياء ذلك لأن أشهر قصص من تجاوزوا محنهم من هؤلاء الأطفال كان الفضل يعود بعد الله لأسرهم ودورهم الواعي في التأهيل.