اعرب الاكراد الذين يدافعون عن عين العرب (كوباني) عن ارتياحهم امس الاثنين ازاء القاء الطائرات الامريكية اسلحة لهم قرب هذه المدينة السورية المحاذية للحدود مع تركيا، لمساعدتهم على صد هجمات تنظيم الدولة الاسلامية، فيما اعلنت تركيا عن سماحها بدخول اكراد عراقيين الى كوباني. ورحبت الولاياتالمتحدة الاثنين بقرار تركيا، وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الامريكية ماري هارف في تصريح «نرحب بتصريحات وزارة الخارجية (التركية)». من جهتها، قالت شركة الأبحاث آي.إتش.إس الاثنين إن مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية كانوا ينتجون ما قيمته حوالى مليوني دولار من النفط الخام يوميا في العراقوسوريا قبل الضربات الجوية التي قادتها الولاياتالمتحدة عليها في الآونة الأخيرة وهو ما قد يزيد على ضعفي الكميات التي وردت في شهادة أمام الكونجرس الأمريكي في الشهر الماضي. ورفضت انقرة السماح بمرور اسلحة او ذخائر من اراضيها الى المقاتلين الاكراد المحاصرين في الجانب الآخر من الحدود والذين تعتبرهم انقرة «ارهابيين». الا انها قالت إنها سمحت بمرور مقاتلين اكراد عراقيين عبر اراضيها للوصول الى مدينة كوباني المحاصرة. واكدت «وحدات حماية الشعب» الكردية ان الاسلحة والذخائر التي القتها طائرات امريكية قرب مدينة عين العرب (كوباني بالكردية) ستساعد المقاتلين الاكراد كثيرا في مواجهة تنظيم الدولة الاسلامية. وقال وزير الخارجية الامريكي جون كيري الاثنين ان عدم مساعدة الاكراد في قتالهم ضد تنظيم الدولة الاسلامية في كوباني امر «غير مسؤول». واضاف عقب القاء الطائرات الامريكية اسلحة للاكراد «ان ادارة ظهرنا لمجتمع يقاتل تنظيم الدولة الاسلامية امر غير مسؤول كما انه صعب اخلاقيا». الا ان كيري حرص على القول إن هذه الخطوة لا تشكل تغييرا في السياسة الامريكية تجاه تركيا. وجاءت تصريحاته تأكيدا لتصريحات مسؤول بارز في الادارة الامريكية بأن عمليات الالقاء الجوية تأتي دعما للمقاومة «المثيرة للاعجاب» التي يبديها الاكراد، والخسائر التي يكبدونها لتنظيم الدولة الاسلامية. وقال كيري إن بلاده تأمل في ان «يواصل الاكراد الذين اثبتوا انهم مقاتلون اشداء وبواسل، قتالهم». واوضحت القيادة الامريكية الوسطى التي تشمل الشرق الاوسط وآسيا الوسطى (سنتكوم) في بيان ان طائرات شحن عسكرية من طراز «سي-130» نفذت «عدة» عمليات القاء امدادات من الجو، مشيرة الى ان هذه الامدادات قدمتها سلطات اقليم كردستان العراقي وهدفها «اتاحة استمرار التصدي لمحاولات تنظيم الدولة الاسلامية السيطرة على كوباني». واكدت سنتكوم ان التحالف شن «اكثر من 135 غارة جوية» على الجهاديين في كوباني، بينها 11 غارة السبت والاحد وساعدت المقاتلين الاكراد على صد محاولة جديدة قام بها التنظيم المتطرف لقطع اي تواصل جغرافي مع تركيا. وقال مراسل فرانس برس على الحدود التركية ان التحالف شن غارة اخرى جديدة بعد ظهر الاثنين. ورحبت وحدات حماية الشعب الكردية بالخطوة الامريكية بالقاء الامدادات. وقال المتحدث ريدور خليل إن «المساعدات العسكرية كانت جيدة وامريكا مشكورة على هذا الدعم وستؤثر ايجابا على سير العمليات العسكرية ضد داعش (تنظيم الدولة الاسلامية) وما زلنا نأمل المزيد»، مؤكدا ان هذا الدعم «سيساعد كثيرا». واضاف إنه جرى التنسيق بين المقاتلين الاكراد وقوات التحالف الدولي العربي لتسليم الاسلحة في اول عملية من نوعها تعلن عنها قوات التحالف منذ بدء الهجوم على كوباني في 16 سبتمبر. ورفض المتحدث الكشف عن تفاصيل لكنه قال لفرانس برس إن المقاتلين الاكراد يحتاجون الى «الامداد بالاسلحة المتطورة وخاصة الثقيلة في ظل امتلاك داعش لاسلحة نوعية حصل عليها في الموصل وباقي المناطق التي اجتاحها» في سورياوالعراق المجاور. من جهته، قال وزير الخارجية التركي مولود شاوش اوغلو الاثنين في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره التونسي منجي حامد «نساعد مقاتلي البشمركة الاكراد على عبور الحدود للتوجه الى كوباني. ومحادثاتنا مستمرة حول الموضوع»، دون اعطاء تفاصيل اضافية. واضاف الوزير «لم نشأ ابدا ان تسقط كوباني. لقد قامت تركيا بعدة مبادرات للحؤول دون ذلك». وقال الجيش الامريكي الاثنين إن مقاتلاته دمرت امدادات سقطت خطأ على مشارف بلدة كوباني الحدودية السورية خشية سقوطها بيد تنظيم الدولة الاسلامية بدلا من المقاتلين الاكراد. وفي وسط بغداد، في هجوم هو الثاني من نوعه في أقل من 24 ساعة، حسبما افادت مصادر امنية وطبية. وقتل 22 شخصا واصيب 36 على الاقل مساء الأحد عندما فجر انتحاري يرتدي حزاما ناسفا نفسه عند مدخل حسينية في منطقة الحارثية في غرب بغداد. كما انفجرت 4 سيارات مفخخة في مدينة كربلاء وعلى اطرافها، ما ادى الى مقتل شخصين على الاقل واصابة 16 بجروح، بحسب مصادر طبية واخرى في الشرطة. ويزيد تصاعد الهجمات ضد الاماكن الدينية الشيعية في بغداد، المخاوف من استهدافات متزايدة مع اقتراب شهر محرم وذكرى عاشوراء نهاية الاسبوع الجاري، والتي يحييها مئات الآلاف من شيعة العراق بزيارات الى مدينة كربلاء المقدسة (80 كلم جنوببغداد).