سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الخرطوم ليست صنعاء ولكن.. لا تعايرني ولا أعايرك فلننسَ الجنوب السوداني الذي ضاع بالفعل ولننتبه للشمال وللغرب وللشرق وللوسط الذي يعاني من تشوهات في المفصل يلزمها جراحات سياسية واقتصادية واجتماعية أكثر من أن تعد!.
مع سقوط الرئيس صدام حسين أو فور سقوطه قال الرئيس حافظ الأسد إن سوريا ليست العراق وحدث ما حدث!. ومع سقوط النظام في تونس ورحيل الرئيس زين العابدين بن علي قالت القاهرة إن مصر ليست تونس وحدث ما حدث! ومع سقوط ورحيل الرئيس حسني مبارك قال الرئيس معمر القذافي إن ليبيا ليست مصر وحدث ما حدث! ومع سقوط النظام في ليبيا ورحيل العقيد القذافي قالت صنعاء إن اليمن ليست ليبيا وحدث ما حدث!. والآن أيها السادة الكرام مع سقوط أو اهتزاز صنعاء حتى لا يغضب البعض، قال الرئيس عمر البشير إن السودان ليست اليمن.. فما الذي سيحدث الآن؟!. يقول البشير وأرجو ألا تكون هناك أي بطحة على رأس السودان إنه جاد في الحوار مع المعارضة من أجل التوصل إلى مصالحة وطنية، لكنه لن يسمح أن يحدث في الخرطوم ما جرى في العاصمة اليمنية حيث سيطر المتمردون الحوثيون على صنعاء!. والحاصل والواضح من حديث الرئيس البشير الذي خضع لعملية مفصل الركبة اليمنى أن السودان كله يعاني من ارتباك أو عطل أو تشوه في مفصل الركبتين اليمنى واليسرى. وفي ذلك يقول الرئيس البشير: إن الحرية لا تعني الفوضى التي وصل إليها إخوتنا في اليمن حيث استمر الحوار هناك عاماً ولكن استغله الآخرون للوصول لما حدث الآن!. على أن حديث الركبة السودانية انتقل مع الرئيس البشير إلى حديث «الاغتسال» الذي اشترطه الرئيس لعودة زعيم حزب الأمة المعارض الصادق المهدي إلى السودان.. لقد كان الرئيس يقصد الاغتسال من «إعلان باريس» الذي وقعه مع تحالف متمردي «الجبهة الثورية». في مصر مثل شعبي يقول «لا تعايرني ولا أعايرك الهم طايلني وطايلك».. والحق إنه من وجهة نظري ينطبق على حال السودان بل إنه انطبق بالفعل قبل اليمن! وإلا بماذا نسمي نجاح المتمردين السودانيين في الجنوب من تحقيق حلمهم بالانفصال؟! ومع ذلك، فلننسَ الجنوب السوداني الذي ضاع بالفعل ولننتبه للشمال وللغرب وللشرق وللوسط الذي يعاني من تشوهات في المفصل يلزمها جراحات سياسية واقتصادية واجتماعية أكثر من أن تعد!. أخشى مع سقوط صنعاء في يد فصيل واحد بهذه السهولة، ومرور السقوط عربياً بسهولة أكبر أن تكون غيرتنا على عروبتنا قد اضمحلت وعلى هويتنا قد ضعفت! أخشى كذلك أن تعلن إسرائيل قريبا تسريح جيشها كله حيث انشغلت الجيوش العربية أو انكفأت أو حتى تفرغت لأخطار أخرى حقيقية بالفعل لكنها ليست ذات علاقة بإسرائيل وإن كانت إسرائيل ساهمت في نشوئها!!. وحدها غزة تقف صامدة في وجه آلة الدمار الإسرائيلي رغم تأكيد نتنياهو على أن إسرائيل هي وحدها التي تقرر نوم سكان «ناحل عوز» بأمان ودون خوف! الحق عندي أن غزة ستبقى غُدة أو غُصة في حلق إسرائيل حتى بعد القضاء على داعش وكل الدواعش التي يتواصل إنتاجها وتصديرها للسوق العربية!!. [email protected]