منذ أن تولى أمير الإدارة والإبداع خالد الفيصل مقاليد أعمال وزارة التربية والتعليم والأمل يحدونا جميعاً أن يحدث التغيير الإيجابي الذي تتطلع إليه القيادة الكريمة وأفراد الشعب والذي بموجبه نستطيع الوصول الى المجتمع المعرفي لنرتقي ببلادنا الى مصاف الدول المتقدمة .ودون شك أن الحمل ثقيل والأعباء متشعبة المسارب والخلل عميق لكن اليقين أن كل ذلك سوف يذوب أمام دعم القائد الحكيم وحكمة الوزير القائد .. ولكن ذلك يستوجب الشئ الكثير من الجهد قبل عمليات التنفيذ الذي أضعه أمام الوزير الأمير لعلمي بحرصة الشديد على الإفادة من آراء الكتاب والمثقفين من أبناء الوطن وغيرهم ومن الناصحين الصادقين من الخبراء العاملين بالميدان التربوي والمحملين بالكثير من الخبرات والتجارب السابقة فأقول : -إن القيادة التربوية تعد الدينمو الحقيقي المحرك للعملية التعليمية وبقدر ما يحسن اختيارها وفق المعايير العلمية لا القرارات الفردية يتحقق المطلوب لذا أنادي بإعادة النظر في اختيار تلك القيادات وفق تلك المعاييرالعلمية وبما يتوافق وطموحات سمو الامير وتطلعات قيادتنا الحكيمة . - قدمت حكومتنا رعاها الله الكثير من المال دعماً لهذا المشروع التطويري لكن لم ينل الميدان الذي يعد المعترك التفاعلي الا القليل من تلك الأموال لذا أنادي بتوجيه الحيز الأكبر من الدعم الجديد 80 ملياراً بالاضافة الى مخصصات الوزارة في الميزانية الى المستوى القاعدي للعملية التعليمية الذي يتمثل في المبنى المدرسي والمعلم والأنشطة الصفية واللاصفية والتقنيات ولعل المفرح أننا لمسنا ذلك في خطاب سمو الأمير الكريم الموجه الى منسوبي الوزارة في بداية العام الدراسي . - هنالك قضية في غاية الأهميه أراها كانت أحد الأسباب الرئيسة في تعرقل عمليات التطوير السابقة الا وهي عمليات التجميل في التقارير الواردة الى مقام الوزارة من قبل بعض قيادات الميدان التربوي بهدف المحافظة على مواقعهم وإبراز الميدان بالصور المثالية، بينما الميدان لايمثل تلك حقيقة تلك التقارير بل هو يئن كثيراً من ممارسات الخلل الإداري والمالي ولعل ما أبرزته صحفنا المحلية قبل أيام من إعلانات الجاهزية الكاملة للميدان التربوي من قبل بعض القادة يؤكد ما أقول ويقيني أن سمو الامير سيكشف ذلك ويحاسب المقصر منهم . - أما الأمر الأكثر أهمية فهو ضرورة التزام مسيرة عملية التطوير والتخطيط وفق عمل مؤسسي مدروس لايمكن تخطيه أو المساس به أو انتزاع شئ منه من قبل فرد أياً كان مستوى إدارته ولعل ما يطبق حالياً من نظام الفصلين قد سبق تطبيقه قبل أكثر من ثلاثين عاماً بالاضافة الى الكثير من التجارب التي أهدرت الكثير من الجهد والمال ، فالعمل المؤسسي كان شبه مفقود في مسيرة عمليتنا التعليمية منذ عقود، مما أدى الى ضياع الكثير من الوقت والجهد والمال واختلال موزونة العملية التطويرية . - كم أتمنى أن يخضع كل معلم حديث التعيين الى تكثيف عمليات التدريب لمدة فصل دراسي من قبل خبراء في العملية التعليمية وذلك قبل الانخراط في مهنة التدريس الفعلية حتى لايقع تحت تأثير بعض زملائه من المعلمين القدامى ممن استعصى على عملية التطوير وأن تعطى عملية التدريب التربوي أقصى درجات الاهتمام لكل المعلمين في الميدان وأن يفرغوا لذلك وفق آلية لاتؤثرعلى العملية التدريسية وأن يتولى تدريبهم عدد من خبراء التدريب العالميين لان المدربين الحاليين بالميدان ليسوا ببعيد عن زملائهم المتدربين كون القرص من طرف العجين . - وأخيراً أتمنى استقطاب الكوادر السعودية من الطلبة المبتعثين في الخارج وضمهم الى الميدان التربوي للافادة من خبراتهم ومهاراتهم العالمية في مجال التعليم . وفي الختام أتمنى من وزارتكم الموقرة أن تسند عمليات التقويم للميدان التربوي الى شركات عالمية متخصصة من خارج منظومة الوزارة وأن يضاعف الاهتمام بمجال الدراسات والبحوث في الوزارة وفي كل الإدارات التعليمية وحتى المدارس وفق آلية تربط بين تلك الجهود المختلفة والافادة من ذلك في عمليات التطوير المستقبلية . والله من وراء القصد .