تقوم الهيئة العامة للسياحة والآثار في هذه الأيام، بأعمال ترميم في مناطق عدة من المملكة للحفاظ على الآثار التاريخية القيمة التي حُبينا بها. وهو إنقاذ ما يمكن إنقاذه مما أُهمل، ولم يَعبأ بالمحافظة عليه سابقون. ومن هذه المواقع الموجودة في المدينةالمنورة، قصر عروة بن الزبير الواقع على الجانب الشرقي من وادي العقيق في منطقة عروة المنسوبة إليه. وقد كتب عن ترميمه منذ أيام، في هذه الصحيفة، الدكتور عائض الردادي. وناشد بترميم وتأهيل بئر عروة الشهيرة المجاورة للقصر أيضاً. وذكر لمحة تاريخية عن البئر ومائها المعدني. ثم ذكر أنه أدرك في صغره السقاة يجلبونه إلى المدينة في قِرب ويبيعونه في شوارعها. أنا لم أدرك ذلك، وإنما كنت أذهب مع الأصدقاء إلى مقاهي عروة للنزهة فنشرب من مائها هناك. وقد كتبتُ في صحيفتنا هذه منذ ثلاث سنوات عن بستان عروة وماء بئرها مقالاً عنوانه "طعمه بين زمزم وأفيان" تساءلت فيه عن حال البئر،وإن كان أحد يعلم عنها شيئاً. فأجابني أحد القراء الكرام بالمنطقة بأن البئر موجودة، ولم ينضب ماؤها، وعرض باصطحابي إليها. وهذا مخالف لما ذكره الأستاذ عبدالقدوس الأنصاري بأنها قد طُمرت عندما أنشئ جسر وسد عروة. ولربما أنه لم يقف على الموقع بنفسه. وأضم صوتي إلى الدكتور عائض لتأهيل البئر وترميمها والاستفادة من مائها المعدني. أما الترميم الآخر للهيئة فهو لقلعة قباء التاريخية. ولها أيضاً ذكريات خاصة أيام الصغر. فكنا نشاهدها يومياً من النافذة، ونمرّ بجانبها في طريقنا مشياً إلى مسجد قباء. وكانت تُطلق مدافع رمضان والأعياد بجوارها، فيهتز بيتنا من قوتها خاصة وقت السحور. شكراً لهيئة السياحة والآثار على حماية تاريخنا وكنوزنا الفريدة. [email protected]