الأجيال تدرك بأن المتقاعدين بذلوا جهدهم في خدمة وطنهم وحكومتهم من خلال مواقعهم المتباينة وغادروا أماكنهم بعد أن تقلصت نشاطاتهم وترهلت أجسامهم بسبب أفاعيل السنين، ولكن الحاجة لمتطلبات الحياة تفرض عليهم العطاء في شؤونهم الخاصة حتى يتواروا تحت الثرى وتختلف مستويات الدخل بعد التقاعد فمنهم حاله "على قدر يا موسى" وآخرون ينطبق عليهم المثل الدارج "يايدي كفي حلقي" وهؤلاء يحتارون كيف يجارون متطلبات الحياة التي تزداد قسوة، وكثر الحديث بمطالبة تحسين وضع المتقاعدين على مختلف المستويات الرسمي والاجتماعي وذلك قبل وبعد تأسيس الجمعية الوطنية الخيرية للمتقاعدين عام 1426ه وقد ساهمت هذه الجمعية بكل إمكانياتها بتحسين أوضاع المتقاعدين حتى تبنى مجلس الشورى هذا المطلب بعقد جلسات عديدة لمناقشة تحسين وضع المتقاعدين وتخصيص علاوة سنوية لهم بنسب وتناسب، وتباينت آراء أعضاء المجلس الموقر إلا أن النسبة الأكثر أيدت تحسين وضع المتقاعدين، ولكن يظهر أنه أصبح حبرا على ورق ولهذه الزاوية دور متكرر في هذا الشأن قبل تقاعدي وبعد إحالتي للتقاعد عام 1421ه إلا أن حماسي اتّقد للمطالبة بتحسين وضع أحوال المتقاعدين وتخصيص علاوة سنوية لهم بعد انتخابي مديرًا لفرع الجمعية الوطنية الخيرية للمتقاعدين في المدينةالمنورة عام 1428ه، حيث لمست الحاجة الماسة لنسبة كبيرة من المتقاعدين لتدني رواتبهم مما يضطر بعضهم البحث عمن يسدد عنهم رسوم الكهرباء والماء وبعضهم يمد يده على استحياء للصدقات والزكاة، وذلك بسبب تدني رواتبهم واشتعال أسعار السلع التي يتسابق على ارتفاعها التجار الذين أوكلوا العمالة الوافدة على تصريف أمورهم التجارية وهم يمثلون الأكثرية وزاد الطين بلة ضعف الرقابة من الجهات المختصة، فأصبح المتقاعدون المتدنية رواتبهم وهم كثر يعيشون أزمة ارتفاع الأسعار وسكوت مؤسسة التقاعد وضعف قرارات مجلس الشورى بهذا الشأن يرفعون أيديهم لله ثم للأب الحنون خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - للنظر في وضع المتقاعدين الذين أثنوا حياتهم بخدمة الوطن والمليك. وكل عام وأنتم بخير.. والله المستعان. وقفة: - من أعطى وقت الحاجة كانت عطيته مضاعفة. - فإذا نصيت انصَ كريم.