بعد أن شغل العالم كله بما يسمى بالقاعدة لسنوات طويلة وهي ما صرحت به وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون أنها صناعة أمريكية .. جاء اليوم الذي ينشغل فيه العالم بصفة عامة والمنطقة العربية بصفة خاصة بما يسمى بداعش وملحقاتها ويصبح ذكرها على كل لسان وتنسب إليها معجزات عسكرية وأنها تطوي الأرض طيا وتحتل مدناً وتحاصر عواصم وتأسر وتقتل وتقضي على الاخضر واليابس وتوزع أخبارها عبر قنوات وتصرفات رجالها ،ويتجول وزير الخارجية الأمريكي جون كيري في دول المنطقة وفي دول الاتحاد الاوروبي، ويحرك وزير الدفاع الامريكي حاملة الطائرات والبارجات وتوزع الإنذارات على كل الدول والقواعد المستهدفة من قبل داعش على طريقة "فيكم داعش" ،وكأن العالم كله بعد انتهاء فيلم القاعدة يشهد فيلماً أطول وأفظع اسمه "داعش"، فهل من المعقول أن مئات أو حتى الآلاف من المقاتلين متجمعين من كل حدب وصوب أو الذين تم تجميعهم قصداً عبر أعمال استخباراتية يمكن لهم بما لديهم من إمكانيات أو خبرات عسكرية بسيطة أو محدودة أو معدومة أن يقوموا بكل ما هو معلن باسمهم من إنجازات عسكرية لا تستطيع دول تملك أسراباً من الطائرات والدبابات والأسلحة الفتاكة أن تقوم بها ؟! فيتم إقناع العالم أن داعش فعلت كل ذلك وأنها تحارب في سوريا وتحقق انتصارات وتحتل مدناً وتذبح وتسلخ وتدخل العراق وتحتل سبعين بالمئة من أراضيه في سبعة أيام وكل الاعمال المنسوبة الى داعش تنسب الى الدين الاسلامي الذي هو بريء مما يلصق به من جرائم وتصرفات غير إنسانية ، وأعجب ما في الأمر أن معارك داعش موجهة ضد جماعات إسلامية اخرى وفي دول عربية إسلامية ..فمن هو الساذج المغفل الذي يصدق أن هذه فعلاً مجموعات إسلامية وليست أدوات صنعتها المخابرات العالمية وربما شاركت في صناعتها مخابرات إقليمية وأنه تم تجميع أفرادها ونفخ تلك المجموعات كما ينفخ البالون ثم استخدامهم في رسم أسوأ صورة للإنسان المسلم والإمعان في تضخيم أفعالهم ومنجزاتهم العسكرية ونسب المعجزات إليهم وتحريك الأساطيل من أجلهم، وهل يمكن لمسلم حق يدين بالاسلام ويلتزم باخلاقه وتعاليمه وهو يعلم ان من قتل نفساً بغير حق فكأنما قتل الناس جميعاً .. هل يمكن له رفع سلاحه في وجه أخيه المسلم وجز رأسه وهو يكبر وقد تهلل وجهه فرحاً بهذا الانجاز حتى قيل أن شباناً من دولة واحدة انتسب بعضهم الى فصيل وبعضهم الاخر الى فصيل فلما تقابلوا رفعوا السلاح وكبروا وقتل بعضهم بعضاً وهم يعلمون أن القاتل والمقتول في النار ؟! ألا يعلم أمثال هؤلاء ان الصحابي الجليل الخليفة الراشد عمر بن الخطاب عندما طعنه أبو لؤلؤة المجوسي بخنجر مسموم سأل من حوله من المصلين من الصحابة عن من طعنه فلما قيل إنه مجوسي قال الحمد لله الذي لم يجعل دمي عند رجل مسلم .. وهي رسالة لكل من يستبيح دماء إخوته من المسلمين محققاً أهداف غير المسلمين .. لذلك فإنه من غير المعقول أن يصدر ذلك من مسلم يعرف أدنى واجبات المسلم نحو النفس التي حرم الله قتلها ،ويفسر هذا اننا امام مرتزقة وظفوا للقيام بدور تخريبي مقنن لصالح أعداء الأمة. إن على عقلاء وحكماء هذه الأمة ان يفطنوا الى ما يحاك ضدها من مؤامرات وأن يتخذوا من الإجراءات ما يكفي لحماية مكتسبات أوطانهم ، ولهم فيما صدر من قبل خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وفقه الله من توجيه كريم باتخاذ ما يكفل حماية الوطن وأراضيه وأمنه واستقرار شعبه الأبي قدوة لقيام كل دولة عربية وإسلامية بما يتوجب عليها من إجراءات لحمايتها من المؤامرات ،لأن الربيع العربي انكشفت أهدافه والفوضى غير الخلاقة تحققت ،ومن شجع وخطط لتنفيذها جند العملاء ووظف قنوات . ان من أطفأ الفتنة التي كانت في مصر ويحرص بإذن الله على المساهمة في إطفائها في كل المواقع الملتهبة هو حكيم العرب وصقرها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي يقوم دوماً بالدور الايجابي لصالح الأمة وهذا الدور لا يستطيع أن يقوم به غيره لحكمته وخبرته المعلومة والمشهودة وصدقه ورجولته .. أما داعش وطاعش وراعش فليس من المستبعد أن يأتي يوم يصرح فيه مسؤول أمريكي بأنهم هم الذين صنعوا داعش لارتكاب كل فعل فاحش وأنهم فعلوا ذلك حماية لمصالح الولاياتالمتحدةالأمريكية وانهم بهذه الصناعة حقنوا دماء الجنود الأمريكيين وضحُّوا بشعوب أخرى ليكون لهم الكبرياء في الارض وهم يصرحون بذلك بلا خوف أو خجل . ان هذه الافلام السخيفة التي تحمل عناوين داعش وغيرها لن تنتهي وكل ما انتهى دور أحدها تم في الخفاء صناعة دواعش جدد وبمسميات لم تخطر على بال مسلم وعلى الجميع أن يتقوا الفتنة التي تؤدي الى دمار البلاد وهلاك العباد وهتك الاعراض .. وسبحان ربك رب العزة عما يصفون . [email protected] [email protected]