يبدا فيليبي السادس الملك المقبل لاسبانيا خطوته الاولى الثلاثاء نحو تولي عرش البلاد خلفا لوالده خوان كارلوس في عملية غير مسبوقة ويمكن ان تستغرق اسابيع في بلاد غارقة في ازمة اقتصادية. وبعد اعلان خوان كارلوس انه يتنازل عن العرش بعد 39 عاما انتقلت فيها اسبانيا من الدكتاتورية الى الديموقراطية، تبدا الحكومة عملية خلافة الملك للمرة الاولى في تاريخها بعد فرانكو. ويتراس رئيس الوزراء ماريانو راخوي جلسة استثنائية للحكومة اليوم لاعداد مشروع قانون للتنازل عن العرش يجب ان يقره مجلس النواب. وسيسدل القانون الذي يمكن ان يستغرق اربعة اسابيع قبل اقراره بحسب وسائل الاعلام الاسبانية، الستار على حكم خوان كارلوس (76 عاما) والذي خيمت عليه الفضائح في الفترة الاخيرة. وسيفسح القانون في الوقت نفسه المجال امام نجله ولي العهد فيليبي الذي شارك في الالعاب الاولمبية ولزوجته ليتيسيا الصحافية التلفزيونية السابقة ليتوليا عرش البلاد. وقال خوان كارلوس في خطاب متلفز ان الازمة الاقتصادية "تركت جروحا عميقة في النسيج الاجتماعي لكنها تظهر لنا الطريق نحو مستقبل مفعم بالامل". ولم البلاد لم تنس صورته مطلع يناير اثناء حفل عسكري عندما ظهر متعبا متكئا على عكازين وهو يتلعثم بالكلام اثناء القاء خطابه. وسرت تكهنات في الصحافة انذاك حول تخليه الوشيك عن العرش. وخلال سنوات بنى الملك شعبية كبيرة وكسب مودة الاسبان بتصرفاته البسيطة والطبيعية. واشتهر رأس الدولة بقربه من شعبه وبحياته الخاصة البعيدة عن الاضواء وكذلك بولعه بالرياضة خاصة التزلج. ويعد الملك خوان كارلوس وجها كبيرا في الديموقراطية الاسبانية لكن شعبيته بدات تتراجع تحت وطأة الفضائح التي لطخت سنواته الاخيرة في الحكم. في البداية اندلعت الفضيحة القضائية التي طالت ابنته كريستينا (48 عاما) التي وجهت اليها تهمة التهرب من الضرائب وتبييض الاموال والى زوجها ايناكي اوردنغارين تهمة الفساد. ورحلة صيد الفيلة المكلفة التي قام بها خوان كارلوس في ربيع 2012 الى بوتسوانا صدمت الاسبان الذين يعانون من الازمة. ولما كان ليكشف امرها لو لم يعد الملك على عجل الى بلاده بعد تعرضه لحادث سقوط. يضاف الى كل ذلك متاعب صحية متعددة المت بالملك خوان كارلوس الذي خضع لعمليات جراحية عدة في السنوات الاخيرة. واظهر استطلاع للراس اجرته سيغما دوس ونشر في يناير 2014 ان شعبية الملك تراجعت الى 41% بينما ارتفعت نسبة الذين يفضلون ان يتنازل لصالح ابنه الى 62%. كما ان الاستطلاع اظهر ان نسبة مؤيدي الملكة بشكل عام يقتصر على 49%. ودعت الاحزاب اليسارية وهي بوديموس ويونايتد ليفت وايكو (الخضر) التي فازت مجتمعة ب20% من الاصوات في الانتخابات التشريعية في 25 مايو، الى اجراء استفتاء حول الملكية. كما دعا ناشطون مؤيديون للجمهورية الى تجمعات في المدن. وقال المؤرخ الملكي سيزار ديل الاما لفرانس برس "سيكون هناك توتر واوقات صعبة لكن الامير عليه ان يثبت جدارته لانه يتحلى بها فعلا. مسيرته جيدة وهو شخص جدي ويعمل بجهد وعادل. لا يمكننا طلب اكثر من ذلك". وتابع المؤرخ "انه لا يعاني مثل الملك الحالي من مشكلة ان صهره متورط بقضايا فساد كما انه لن يرتكب خطا مثل رحلة بوتسوانا". وفيليبي هو حاكم منطقة كاتالونيا الثرية في شمال شرق البلاد والتي تسعى الى تنظيم استفتاء حول الاستقلال في تشرين الثاني/نوفمبر وهو ما تعارضه الحكومة المركزية بشدة. وكان خوان كارلوس اشار الى فيليبي على انه "الاكثر استعدادا" في تاريخ المملكة الاسبانية".