يتكرر المشهد الاتحادي أمامنا بنهاية الموسم الحالي بنفس أحداث نهاية الموسم الماضي.. إطراء ومبالغة بالفريق الكروي أنست الاتحاديين الموسم الجديد، ولم تفلح تحذيراتنا آنذاك فكان موسمًا فاشلًا بكل ما تعنيه الكلمة، فالبداية جاءت من خلال إهدار كأس السوبر الذي كان سيمثل إنجازًا كبيرًا في مباراة واحدة وعلى أرض الاتحاد ووسط جماهيره المعروفة بدعمها المنقطع النظير، والسبب سوء الإعداد، ثم خسائر مدوية في الدوري انتهت بمركز لا يليق بالعميد "سادس الترتيب" تبعه خروج خالي الوفاض من كأس ولي العهد ونفس الحال في كأس الملك. حينما أشير إلى أنه موسم فاشل بكل ما تعنيه الكلمة فالشواهد متعددة والإهدار 4 بطولات، حتى جاء الإنقاذ على يد رئيس النادي الحالي إبراهيم البلوي بالعمل الكبير والتغييرات الجريئة في الوقت المناسب، أبرزها إقالة المدرب فيرسيري وتعيين خالد القروني، وتحدثنا عن التفاصيل في المقال السابق، ليتحقق التأهل إلى دور الثمانية الآسيوي ويكون إنقاذ الموسم من الفشل.. الفارق الوحيد والكبير أن إدارة الموسم الماضي ارتدت بعد تحقيق بطولة كأس الملك رداء الطاؤوس، وعزلت نفسها واضعة في أذن طينة وأخرى عجينة، فلم تستمع للنصائح وأضاعها المداحون فجنت الفشل. أما الإدارة الحالية من اليوم الأول بدأت العمل، وقراراتها لا تزال محل نقاش ونقد من أقرب المقربين، وذلك ظاهرة صحية تجسد واقع العميد التاريخي من خلال حرية الرأي، ويؤكد على ديموقراطية القرار وحضارة التعامل، وطالما أن العمل قد بدأ فالمؤشر إيجابي، ومن أراد أن يحقق آمال وتطلعات الاتحاديين عليه أن ينظر إلى الفريق طوال الموسم الماضي وليس في آخر مباراة، والتقييم يبنى على ذلك والاحتياج يتحدد من خلاله، فزمن النظرة القاصرة انتهى، وثقافة الفوقية كان مصيرها الفشل والإبعاد، وأهلًا باتحاد تعدد الآراء وديموقراطية الفكر وثقافة عميد للجميع ومُلك للكل. استمرار القروني لست مع أو ضد استمرار المدرب الوطني خالد القروني، ولكني أرفض أن يكون تقييمه من خلال آخر مباراتين أمام الشباب واللتين نجح فيهما بامتياز، وبمد البصر قليلًا للأمام سنجد أنه فشل في مباراتي الأهلي بامتياز آخر.. تكررت الأخطاء منه ومن اللاعبين دون توجيهات تذكر، وأهداف بأساليب بدائية سكنت الشباك وبنسخ كربونية، وبينات الذي تمت إقالته من قبل سبق وأن كسب الشباب في نهائي كأس الملك برباعية، وكررها في افتتاحية الموسم برباعية أخرى، ولا يقاس العمل بمباراة أو مباراتين، أو حتى بطولات النفس القصير. أؤكد أن القروني كان الأفضل من بين آخر 5 مدربين مروا على الاتحاد.. ماتياس كيك وكانيدا وبينات وفيرسيري، علمًا بأن بينات ظلمته الأجواء السلبية وهو من أتى باللاعبين الشباب من الأولمبي وأتاح لهم الفرصة. ما أود أن أصل إليه أن بقاء القروني يجب أن يرتبط بنظرة متفحصة لعمله طوال الفترة الماضية، ولبرنامجه المستقبلي، وماذا لديه ليضيف، ومتى كانت تلك الأمور مقنعة، فهو جدير بالاستمرار بغض النظر عن النتائج، وكرة القدم لا تعترف بالعاطفة، فمعيارها العمل ومتى استمر يجب أن يدعم ويمنح الثقة الكاملة، وليس في أول هزة تنزع منه. عودة للأسطوانة المشروخة لا زالت الأحاديث تتواصل حول ما نشرناه في "المدينة" عن حقائق ظهور لاعبي الاتحاد في الفريق، حيال قصة عبدالفتاح عسيري وكيف استقطبه إبراهيم علوان، والتندر بمقولته أنه "ميسي الكرة السعودية" ومتى انضم فهد المولد للفريق الأول، والتعاقد الفردي لحامد البلوي مع مختار فلاتة، وباقي قصص لاعبي الفريق الحالي، ولم نأت بجديد، فهي مجرد حقائق ثابتة سردناها، وللاستزادة والتأكيد أن الأسماء الحالية عمل إدارات متعاقبة، فأحمد عسيري شارك في أول موسم مع إدارة محمد بن داخل، وافتتح التسجيل للاتحاد يومها في شباك فريق التعاون، ومن قبله جاء محمد أبو سبعان الذي اختاره العضو الفعال وتعاقد معه العضو المؤثر، وأحضره من هجر إلى الاتحاد. أما معن خضري فأول عقد احترافي وقعه معه محمد بن داخل، والثنائي محمد قاسم وباسم المنتشري وعبدالرحمن الغامدي هم من الأسماء التي اهتم بهم محمد طلعت لامي إبان إشرافه على الفئات السنية، وكل من عمل في الاتحاد يجب أن ينصف سواءً اتفقنا أو اختلفنا معه. سبق أن ذكرت في نهاية الموسم الماضي وبعد تحقيق كأس الملك أن هؤلاء اللاعبين لم يسقطوا على الاتحاد بالبراشوت، فهم نتاج عمل إدارات متعاقبة وما زلت أؤكد على ذلك وأطالب إدارة إبراهيم البلوي أن تواصل مسيرة ما بدأه شقيقه منصور ومن بعده جمال أبو عمارة، فالدكتور خالد المرزوقي ومن ثم إدارة المهندس إبراهيم علوان، وأخيرًا اللواء محمد بن داخل، والتاريخ يحفظ للإدارات السابقة في الزمن البعيد ما قدمته وفعلته، أما المبعدون فيكفيهم قرار إبعادهم ليكشف حقيقة واقعهم وتفادي ما عملوه. Abdullah [email protected]