تناقل مُغرِّدون صورة لمواطنة سعودية تُنظِّف زجاج محل في أحد الأسواق، قيل إنها تعمل في أحد المولات التجارية الكبرى بالعاصمة الرياض، وأثارت الصورة الجدل، بين المغرّدين الذين أطلقوا "هاشتاقًا" باسم (#سعودية_تنظف_زجاج_المحل)، امتلأ بمئات التعليقات، بين أقلية مؤيدة، وأغلبية معارضة. الحاجز النفسي من العمل في تجارة التجزئة، وفي الأعمال الخدمية بشكلٍ عام، لايزال مستهجنًا، للشباب، والفتيات، لمجرد الحاجز النفسي الموروث، والشيء بالشيء يذكر، أوضحت غرفة مكةالمكرمة، أن الفنادق بالعاصمة المقدسة تعاني من عجز في العمالة يتجاوز 35%، يقابله عزوف من السعوديين عن الإقبال على مهنة: حامل حقائب، ومرتب غرف، وبقية الأعمال الفندقية الأخرى، حتى أن بعضهم يترك العمل للاعتماد على حافز في المرحلتين الأولى، والثانية، وأن تكرار الغيابات عن الدوام الرسمي أكثر ما يعانيه القطاع الفندقي عند تجربة توظيف السعوديين، بالرغم من توافر الحوافز والإجازات التي تمتد ليومين في الأسبوع، ورواتب لا تقل عن 3000 ريال سعودي لمَنْ لا يملك الخبرة والمؤهل. بدون وظيفة خدمية، وبدون حافز، قد يعيش المواطن في فقر مدقع، حيث نشرت الشرق، قصة المواطن الستيني مبارك الشراري، الذي يبحث عن قوته اليومي من النفايات في محافظة طريف الواقعة على بعد 240 كيلومترًا غرب مدينة عرعر، وذلك منذ 30 عامًا، ويعرف المواطن عند أهالي المنطقة باسم (ابن شحينة)، حيث يعيش وحيدًا بين مرادم النفايات التي يقوم بجمعها حول منزله، وأصبحت مصدر رزقه، ويقوم أهل الخير بتزويده ببعض الطعام. المفاجأة ليس في القطاع الخاص، بل وصلت للوظائف الحكومية، فقد دعت وزارة الخدمة المواطنين والمواطنات إلى التقديم على 3445 وظيفة مشمولة بسلم رواتب الموظفين العام من خلال موقعها الإلكتروني، رصدت فيها سلسلة من الوظائف الشاغرة منها وظيفة سبّاك، وطاهٍ، ومُزارع، وسمكري، ومجلّد، وحان الوقت، للتغلب على الحاجز النفسي من قبول وظائف الخدمة، فالعمل الشريف لا يعيب أحدًا، إنما العيب في العيش عالة على المجتمع. #للحوار_بقية يقول بيل جيتس: إذا ولدت فقيرًا فهذا ليس خطأك، ولكن لو فارقت الحياة فقيرًا فهذا بالتأكيد خطؤك. ويقول المفكر بنجامين فرانكلين: البعض يموتون في الخامسة والعشرين، ولكنهم يدفنون في الخامسة والسبعين!