أثارت محاضرة الدكتور مرزوق بن صنيتان بن تنباك أستاذ الأدب والنقد في جامعة الملك سعود، حول «وأد المرأة في التراث العربي» التي ألقاها مساء أول أمس بنادي الطائف الأدبي، دهشة واستغراب ومعارضة كثير من الحضور والمداخلين من مثقفي وأدباء الطائف، حيث بدأ الدكتور بن تنباك محاضرته بذكر ورود المرأة في القرآن الكريم ومكانتها في الدين الإسلامي، وعن وضع المرأة ومكانتها في الحضارات القديمة أوالبائدة، وبيّن مكانة المرأة في الحضارة العربية التي قسّمها إلى قديمة وحديثة، فتحدث عن دور المرأة في المجتمع الجاهلي أوما قبل الإسلام ودورها الهام والكبير في تلك الفترة حيث إن المرأة كانت تصل للملك والحكم والزعامة، وتحدث عن المرأة في عهد النبي صل الله عليه وسلم وعهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وذكر نماذج من أسماء الصحابيات اللواتي شاركن في الحياة الاجتماعية في تلك الفترة. وفي حديثه عن مفردة الوأد، أكد الدكتور بن تنباك أن تفسير الوأد هو»التخلص من أبناء الزنا»، وهذا أمر يحدث في كل العصور ولدى كثير من المجتمعات. وقال إن دراسته توصلت إلى أن تلك المسألة لا تخرج عن وهم تاريخي وغفلة لدى بعض الرواة للعصر الجاهلي، بغرض الوعظ، وأن أسانيد القصص بدأت وانتهت في العصرالإسلامي، والموءودة التي ذكرها القرآن الكريم قُصد منها النفس بغض النظر عن كونها ذكرًا أو أنثى، يتخلص منها دفنًا لأنها نتجت عن السفاح، وقال إن بعض المفسّرين يأخذون قضية الوأد عند العرب كمسلّمة ويوردون قصة قيس بن عاصم دون تعليق أوتمحيص، وبعض المتأخرين يجعل عمر بن الخطاب أحد الوائدين، وهذا لا يصح سنده، معتبرًا أن الآية القرآنية صريحة، لكن هل هووأد البنات كما قال المفسرون، أم هو وأد النفس البشرية سواء كانت ذكرًا أم أنثى؟. ويرى أيضًا من ناحية لغوية أن لغة العرب في (البحر المحيط) لأبي حيّان تتحدث عن قتل الإنسان بلغة النفس، وهذا هوالمقصود بالموءودة: (وإذا الموءودة سئلت، بأي ذنب قتلت) كما ورد في القرآن الكريم، وهويخصّ العرب وغيرهم من الأمم، فقد كانوا يقتلون الأطفال الذين يُولدون بعلاقات غير شرعية، ومازلنا نجد هذه الأفعال حتى في وقتنا الحاضر. وذكر بن تنباك شواهد زمنية وعقلية وبحثية تقلل من صحة المرويات الإسلامية حول مسألة وأد البنات، وأنه توصّل إلى ذلك من خلال بحثه في التراث الجاهلي، وحتى من خلال الحفريات والنقوش، وتساءل بن تنباك: أين أولاد أوإخوان أو أقارب الموءودات؟ وأين مدحهم أوذمهم بأسمائهم في التراث العربي؟، واعتبر أن حكم تحريم قتل الأبناء في القرآن الكريم كان حكمًا أبديا وليس بسبب فعل العرب فقط لذلك. وفي نهاية المحاضرة، فتح مدير اللقاء الباب للمداخلات وأسئلة الحضور، ثم كرّم رئيس النادي عطا الله الجعيد الدكتور مرزوق بن تنباك ومدير المحاضرة هلال بن محمد الحارثي بدروع تذكارية.