أن يأتي شخص ويرشح نفسه لرئاسة بلاده من باب الرياضة العريض ليس بمستغرب، ولكن المستغرب هو أن يتقدم رئيس ناد رياضي ليخوض الانتخابات الرئاسية معتمدًا على أصوات جماهير ناديه، كما فعل المستشار "مرتضى منصور" رئيس نادي الزمالك المصري الذي قال في مداخلة هاتفية مع الاعلامي "عمرو أديب" مقدم برنامج (القاهرة اليوم) بأن أصوات جماهير ناديه بالإضافة إلى جماهير النادي الأهلي كافية لترشيحه لخوض الانتخابات الرئاسية المقبلة، وأشار إلى أن توكيلات جماهير الناديين له تتفوق على الأصوات التي منحها أنصار منافسيه -السيسي وصباحي- وهو يقدر أصوات جماهير الناديين التي ستمنح له بأنها تتجاوز 4 ملايين صوت، بينما ما حصل عليه "السيسي" 290 ألفا، وصباحي 10 آلاف صوت!. الوصول إلى سدة الرئاسة من باب الرياضة حق مشروع لا أحد يعترض عليه، وهناك أمثلة، فالرئيس الإيطالي "برلسكوني" الذي ترأس نادي "ميلان" بعد أن تم انتخابه عام 1986، تقلد رئاسة الوزراء، قادما من مدرجات النادي الإيطالي العريق، وحافظ على الرئاستين إلى أن صدر قرار كروي في ديسمبر 2004 يمنع رجال السياسة من تولي أي مناصب رياضية، وما لبث أن عاد مع موسم هذا العام لرئاسة النادي عقب تقديمه استقالته بسبب فضائح نسبت إليه. وأيضا هناك مدرب المنتخب الكرواتي "ميروسلاف بلازفيتش" الذي قرر هو الآخر ترشيح نفسه لرئاسة بلاده، ويبدو أنه يتطلع إلى تصويت الجماهير الرياضية في كرواتيا له ليضمن كرسي الرئاسة، وغير أولئك من الطامحين للوصول إلى القيادة يوجد الكثير. السياسة خطط ، كما هي الرياضة، لكن الحنكة، والدراية، والخبرة، مطلوبة في المترشح للقيادة، في السياسة لا يوجد تعويض نتائج، ولا ضربات ترجيح، ولا متسع من الوقت لإنزال بديل، ومعاركها خاطفة، وتصريحاتها محسوبة. ومع هذا يستعين السياسيون بالرياضة لإيصال رسائلهم، الرئيس الإيطالي "موسيليني" استغل استضافة بلاده لبطولة كأس العالم عام 1934 للدعاية لنظامه الفاشي، وكذلك فعل الفوهرر "هتلر" في أولمبياد برلين عام 1938 للدعاية لنظامه "النازي". وأعود للمستشار "مرتضى منصور" - الذي كنت أفضل لو أنه وجه دعوته للشعب المصري بكل أطيافه يدعوهم إلى مساندته - لأسأله: هل هو على ثقة من أن جماهير الناديين (الزمالك والأهلي) سيمنحونه أصواتهم؟!. أنا أشك، ليس من نقص فيه، يكفي أنه مستشار، ولكن لاستحالة ذلك، وخصوصا جمهور النادي الأهلي، المنافس التقليدي لناديه الزمالك، ولوجود الكثير من الزملكاويين من المؤيدين لمنافسيه، لعلها فرقعة انتخابية كتلك التي أعلن فيها بأنه يملك معلومات بالغة الخطورة عن المرشح الرئاسي (صباحي) ستطيح به في أول مناظرة تتم بينهما. [email protected]