نوه صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن عبدالله بن عبدالعزيز أمير منطقة مكةالمكرمة بدور الأسر المنتجة في التنمية الاقتصادية الوطنية الشاملة واسهاماتها في دفع عجلة الاقتصاد الوطني إلى الأمام والإمكانيات الإبداعية لتلك الأسر ودورها في نشر ثقافة العمل الحر والحد من البطالة، جاء ذلك عقب تدشين سموه مساء أمس فعاليات «الملتقى والمعرض الوطني الثالث للأسر المنتجة 2014م بفندق «جدة هيلتون»، بحضورعدد من أصحاب المعالي وأكثر من 500 رجل وسيدة أعمال ومديري الجهات الحكومية والمهتمين بالشأن الأسري وتنمية الأعمال الحرفية. وتجول سموه على المعرض المصاحب للأسر المنتجة واستمع من قبل السيدات المشاركات بالمعرض عن أعمالهن ونشاطاتهن، مبديًا سموه إعجابه بما شاهده من منتجات وأعمال حرفية وتراثية وطنية تنافس مثيلاتها الأخرى. وحرص سموه على الاطلاع عن كثب على الأعمال المعروضة من مختلف النشاطات والمنتجات التي تعكس تطور وجودة هذه الاعمال وقدرتها على المنافسة بالسوق. أكاديمية مهنية ورحب مازن بترجي نائب رئيس مجلس الإدارة بالغرفة التجارية الصناعية بجدة بسمو الأمير مشعل بن عبدالله بن عبدالعزيز أمير منطقة مكةالمكرمة والضيوف وأعلن في كلمة ألقاها في الحفل الخطابي عن عزم غرفة جدة عن إنشاء أكاديمية مهنية متخصصة للفتيات في مجال التدريب المهني والتقني بمدينة جدة تمنح شهادة الدبلوم في مجال الخياطة، والتجميل، والتصوير، والفندقة، وتستوعب 2000 متدربة تمشيًا مع ما يطلبه سوق العمل السعودي من كوادر مهنية، وذلك لتسليح الفتيات بمهن للانخراط في سوق العمل وربطهن مع شركات وطنية ترغب في توظيفهن بعد تدريبهن وتأهيلين. وأضاف بترجي: إن العمل جارٍ على إعداد اتفاقية تعاون بين جامعة الملك عبدالعزيز وغرفة جدة، لمنح درجة الدبلوم في المسؤولية الاجتماعية وتوفير معلومات لعمل دراسات وبحوث في المسؤولية الاجتماعية للشركات على أن تقوم الغرفة بإيجاد طرق تواصل مع الجهات المعنية بالمسؤولية الاجتماعية بهذه الشركات، مشيرًا إلى أن الغرفة والجامعة ستقومان بالسعي الحثيث لنشر ثقافة المسؤولية الاجتماعية على أن تتتوج هذا النشاط بإنشاء كرسي علمي للمسؤولية الاجتماعية في الجامعة في مجالات العمل التطوعي ومكارم الأخلاق وإلزام الطلاب بتقديم ساعات عمل في المجالين. وقال: إن مشروع دعم الأسر المنتجة وتنمية منتجاتها والمعروف اختصارا ب»كلنا منتجون» يعد من النماذج الحية لمفهوم المسؤولية الاجتماعية بالشركات والمنشآت، وأحد أهم مبادرات غرفة جدة تجاه مجتمع المحافظة ومنطقة مكةالمكرمة، لكونه يتيح الفرصة لشريحة كبيرة من النساء والرجال خاصة الشباب للعمل من المنزل، ويمُكَن المشروع هؤلاء الطامحين من كسب عيشهم بكرامة وبعائد حقيقي تحت سقف مساكنهم وفي الأوقات التي يختارونها، وهي ميزة ومصلحة ندعو الجميع للاستفادة منها، أن العمل من المنزل ليس ترفًا أو وسيلة لشغل الوقت فهو يمثل مصدر الدخل الوحيد لقرابة 300 سيدة منتسبة لمشروع «كلنا منتجون» فهن العائلات لأسرهن وهناك شريحة أخرى يصل عددها إلى قرابة 200 سيدة من المنتسبات للمشروع يمثل دخلهن مصدر الدخل الثاني لأسرهن، والذي بدونه تعجز هذه الأسر عن الوفاء بالتزاماتها الحياتية، مؤكدًا أن المعضلة الرئيسة لانطلاق ثقافة العمل من المنزل هو التسويق وقد وضعت إدارة برامج المسؤولية الإجتماعية المشرفة على مشروع «كلنا منتجون» محورين لتجاوز هذه المعضلة أولاً البيع المباشر، ثم عقد شراكات مع رجال أعمال. طلب 600 أسرة وقال بترجي: اسمحوا لي، يا صاحب السمو، أن أتقدم لكم بطلب 600 أسرة منتسبة لمشروع (كلنا منتجون) يأملن من تدخل سموكم الشخصي لإنجاز طلبهن والمتمثل في إقامة 200 نقطة بيع بموقع واحد ولمدة 15 يومًا فقط بمواقف السيارات بالمراكز التجارية الكبيرة (المولات) وخارجها فقط 15 يومًا بالعام مع مدها بالكهرباء في كل مركز مساهمة اجتماعية من أصحاب المراكز أو القائمين عليها تجاه مجتمع جدة والأسر المنتجة، منوهًا أن المساحة المطلوبة لا تتجاوز 20% من إجمالي مواقف السيارات بالمركز التجاري المعني، وستقوم إدارة المشروع بنصب خيام مؤقتة وحديثة مكيفة وذات طابع تراثي تحقق الجذب للمركز والنفع لإخوانهن من الأسر المنتجة، مضيفا: كما نرجو من سموكم توجيه أمانة جدة وشركة الكهرباء والدفاع المدني بتسهيل إنجاز هذا المسار الذي نتمنى ان يتبناه سموكم الكريم. مقرات دائمة وأوضح المستشار أحمد الحمدان في كلمته أن مفهوم المسؤولية الاجتماعية بالشركات يمثل ميثاق الفضيلة والواجب الذي يربط بين الشركات والمنشآت الاقتصادية والمجتمعات العاملة والمستثمرة بها، وينظم هذا المفهوم أوجه الخدمات الإنسانية المتوقعة من الشركات تجاه فئات المجتمع الأقل حظا والبيئة الطبيعية لهذه الأرض عبر برامج تسعى لزيادة قدرة أفراد المجتمع لكسب قوتهم وتنمية مهارتهم والمحافظة على البيئة للحاضر والأجيال القادمة. وأضاف: خلال جولة سموكم الكريم شاهدتم عن قرب المنتجات والخدمات المتنوعة للأسر المنتجة والإمكانيات الإبداعية لأخواتنا وبناتنا والتي لا يحول بينها والوصول إلى الأسواق، سوى النية الصادقة من الشركات الكبيرة لتبنيهم ومساعدتهم بالنصح والمشاورة والدعم وقبل ذلك تسويق منتجاتهم. وقال الحمدان: أناشدك يا صاحب السمو، أن تكون هذه الفئة من المجتمع تحت أنظار سموكم مباشرة لأنها تخدم أعدادا كبيرة من أفراد هذا المجتمع، كما اناشدك بإيجاد مقرات دائمة سواء بدون مقابل أو بمقابل رمزي لإخراج إبداع الأسر المنتجة من مكامنها بدل أن تكون حبيسة المكان والزمان لمساعدتهن على إعالة أسرهن وتكفيهن السؤال وطرق أبواب الآخرين وتخلق جيلاً عائليًا منتجًا ولها عدة فوائد اقتصادية واجتماعية وأمنية. وختم الحمدان كلمته بقوله: سمو الأمير... اهتمامكم بهذا الملف، بمشيئة الله، هو سبيل الوصول لهذه الأسر المنتجة للانخراط في عجلة الاقتصاد المحلي والوطني والإقليمي بل الدولي فمملكتنا الحبيبة يزورها قرابة 8 ملاين معتمر وحاج كلهم يتوقون أن يصطحبوا عند عودتهم إلى بلادهم أثرًا من إنتاج أبناء بلاد الحرمين. هناك نماذج في الدول المتقدمة لمنتجات خدمات بدأت من المنزل لتصبح بالجودة والإبداع إمبراطوريات تؤثرعلى سير الأسواق العالمية، خاصة في الغذاء والأزياء، وتجاوز جودة بعضها المائة عام، بل إن صناعات متقدمة كصناعة السيارات بدأت من ورش صغيرة في أحياء مغمورة وقصص شركات صناعة الكمبيوتر وخدمات الإنترنت ليست منا ببعيدة.