ضرب اللاعب السابق سعد الحارثي الذي لعب للنصر والهلال أروع الأمثلة في الطموح العلمي والعمل الإنساني في وسط جيله الكروي، فبعد أن شاهدناه في الملاعب نجمًا مرموقًا رأى أن يتّجه لمجالٍ آخر بعد انتهاء علاقته بالكرة، حيث توجّه للمشاركة في الأعمال الإنسانية والاجتماعية، وشارك في بعض المناسبات الاجتماعية للمعاقين وغيرها، وهو يحاول استغلال شهرته السابقة فيما يعود على المجتمع بالخير والنفع وذلك من خلال تنوع مشاركاته، وهو إلى جانب ذلك اتجه إلى طلب العلم في المسجد النبوي كما أشارت وتناقلت بعض المواقع الإخبارية صورًا له وهو بداخل المسجد النبوي - وفقه الله- وفتح له أبواب العلم. والحقيقة أن طلب العلم أمر مهم لكل مسلم ليتعرف على أمور دينه أولاً، وأن يعلم غيره إذا وفّقه الله لمواصلة طلب العلم، وقد قال الحبيب صلى الله عليه وسلم: (من يرد الله به خيرًا يفقهه في الدين)، وهي أعظم بشارة من الحبيب صلى الله عليه وسلم لأمته، وهي خطوة طيبة وجميلة وقد سبقه لها عدد من النجوم من أبرزهم نجم الهلال السابق الدكتور خالد الدايل ونجم الشباب الأسبق مسعود مبارك ويوسف الحمود نجم الهلال سابقًا وهو حافظ لكتاب الله وإمام مسجد وطالب علم متمكن، وعادل عبدالرحيم؛ إمام وخطيب جامع بالرياض وهو خريج كلية أصول الدين، وهؤلاء الذين أعرفهم شخصيًا وأعرف حرصهم على طلب العلم، وقد اكتسبوه ولله الحمد، وهناك من حفاظ كتاب الله الكريم من الرياضيين أيضًا كل من اللاعب السابق عبدالله السويلم كابتن نادي الشباب السابق رحمه الله، وكذلك نائب رئيس النصر عامر السلهام حافظ لكتاب الله، وهؤلاء الذين يحضرني الحديث عنهم من معرفة شخصية لهم، وفقهم الله وبارك لهم في جهودهم، وقد يكون د. خالد الدايل أبرز المذكورين في التفرغ للدعوة إلى الله، وإلقاء المحاضرات في مناسبات متعددة وهو يحظى بالقبول بالذات عند الشباب، وأكثر اللقاءات التي يشارك فيها مع الداعية الشيخ سليمان الجبيلان والداعية الشيخ صالح الحمودي، وله مشاركات في بعض القنوات الفضائية، فنسأل الله أن يوفقه ويوفق الجميع لما يحبه ويرضاه، وأن ينفع بما يُقدّموه من جهد دعوي في سبيل توجيه الشباب ونصحهم وتذكيرهم بالواجبات الدينية المترتبة عليهم، وهو أمر مطلوب، والمؤمل إن شاء الله في اللاعب سعد الحارثي أن يواصل وفقه الله طلب العلم وإفادة غيره بتبليغ الدعوة بعد أن يتحصّن علميًا، ويفيد الشباب بعلمه وخاصة الرياضيين، وأن يكون بينه تعاون ومن سبقوه في طلب العلم وحفظ كتاب الله الكريم، ونتمنى له المزيد من التوفيق والسير في الطريق الصحيح والعمل على ما يحبه الله ويرضاه.