تأتي فرحة "الجنادرية" والتي تمثل الأمن والسلام والرخاء بين أبناء الوطن، واللحمة بين المواطن وولي الأمر فيه، والذي هو جواب لكل من يظن أن الشعوب العربية لا تستطيع أن تلم شعثها وتوحد صفوفها وتعيد لحمتها. في يوم الأربعاء 12/4/1435ه في "رياض الخير" انطلق المهرجان الوطني السنوي ال29 للتراث والثقافة "الجنادرية" والذي تقوم بتنظيمه والإشراف عليه وزارة الحرس الوطني وقد افتتحه نيابة عن خادم الحرمين الملك عبدالله ولي العهد سمو الأمير "سلمان" والذي بدأ كعادته بتكريم الثقافة والأدب والشعر والإبداع. "الجنادرية" تراث وثقافة وافتتاح أجنحة وعرض إبداعات وتكريم مبدعين واستضافة ضيوف من داخل البلاد وخارجها وضيف شرف سنوي للمهرجان وتذكر للماضي ومعايشة للحاضر وتطلع وتخطيط للمستقبل ومتنفس لمن على أرض الوطن مواطنين ووافدين. في "الجنادرية" جميل أن يكرم ابن شقراء سعد البواردي وابن الأحساء عبدالله شباط في هذا العرس الوطني بمنح كل منهما وسام الملك عبدالعزيز من الدرجة الأولى، وخطوة جميلة أن يقوم ولي أمرنا بتكريم أكثر من شخصية في هذا المهرجان، والأجمل أن يكرم المبدع وهو لا يزال على قيد الحياة، حيث تعودنا أنه لا يكرم إلا من رحل عنا. "الجنادرية" تمازج بين الأصالة والمعاصرة التي يعيشها الوطن والمواطن في هذا العهد الزاهر وتطلع لما هو أفضل، نقلت المواطن والباحث من المعرفة فقط إلى شيء لم يكن موجودًا من قبل، حيث كان تراثنا مقيدًا فجاء مهرجان "الجنادرية" فأطلقه فوظف هذا التراث العريق للوطن وللمواطن، كذلك مما يحسب "للجنادرية" أنها في كل عام تطبق شيء جديد يبعد المهرجان عن الروتين وتقول للجميع من الداخل أو الخارج هذا نحن تعالوا وانظروا واقعًا معاشًا دون رتوش، ومن فوائد "الجنادرية" أنها تربط الأجيال بعضها ببعض وهو المبدأ الذي أوجدت أصلا من أجله. يتمنى الجميع أن تمتد الاحتفالية الثقافية في كل أجزاء الوطن عند قيام "الجنادرية" كل عام من خلال النوادي الأدبية ومراكز الأحياء والجامعات وأن يدعى كل عام لحضور "الجنادرية" أسماء ليست لامعة كثيرًا بحيث نجعل الحضور متاحًا لهذا المهرجان لمن لم يكن حظه كبيرًا في الحضور في الأعوام السابقة ليشاهد وينقل مشاهداته. أخيرًا، أتمنى أن يكون "الجنادرية" مهرجانًا عالميًا وهو مؤهل لذلك، وما اعتقده أن القائمين على هذا المهرجان يفكرون في ذلك بشكل جاد، شكرًا لكل من يساهم في انجاحه وتطويره كل عام، والله المستعان.