الإبداعية عند د. طه حسين حالة ظاهرة ملموسة ففضلاً عن أسلوبه المميز، يتميز طه حسين بكونه «مبدعًا قصصيًا» وله في هذا المجال العديد من القصص لكننا هنا سنقتصر على بعضها وخاصة ما يتعلق منها بالحالة الروائية العاطفية أو الذاتية والوجدانية والمتمثلة في: 1 – الأيام. 2 – الحب الضائع. 3 – دعاء الكروان. وكان لهذه القصص الموعد مع الدراما: سينمائيًا وتليفزيونيا وإذاعيًا وأخذ رأي أو وجهة نظر الدكتور طه حسين في معظمها تقريبًا. 1- الأيام: سفر طه حسين القصصي الذي تماهت فيه الرواية مع السيرة الذاتية في عمل أدبي إبداعي قل وجوده في تراثنا الأدبي الحديث. فالأيام كان له الدور الجلي مع الدراما: أ. سينمائيًا: في فيلم سينمائي. ب. تلفزيونيا: في فيلم تليفزيوني. ونلاحظ ابتعاد «طه حسين» في كتابه (الأيام) عن عنوان يشيء بالذاتية أو الأنا بل أحال العنوان للزمن الذي عاشه: «الأيام» 2- الحب الضائع: وقد مثلت وجعلت مسلسلاً إذاعيًا وضع موسيقاه الموسيقار (بليغ حمدي). 3- دعاء الكروان: وهي الرواية التي حظيت بشهرة كبيرة نظرًا لملابساتها الدرامية ف»يوسف جوهر» الذي صاغها حوارًا، و»هنري بركات» الذي أخرجها و»فاتن حمامة» – آمنة - و»زهرة العلا» – هنادي - وعبدالعليم خطاب الصارم الذي قام بدور «الخال» الصارم و»أمينة رزق» التي قامت بدور الأم و»أحمد مظهر» الذي قام بدور المهندس فضلاً عن «حسين إسماعيل» الحارس البواب... وغيرهم من الشخصيات الشهيرة فضلاً عن مخرج في حجم «هنري بركات» كل ذلك أعطى زخمًا سينمائيًا للرواية فضلاً عن صوت «طه حسين» نفسه الذي ينساب في الرواية وفي نهايتها بطلاقته وعظمته ولغته العربية المتميزة.. كل ذلك أسهم في إظهار هذا العالم المتميز، وكأن الكروان في دعائه يشكل «معادلاً موضوعيًا» لحال البطلة (آمنه) «فاتن حمامه» وكأن طه حسين قد رأى ذلك.. لقد تصرف «يوسف جوهر» و»هنري بركات» في نهاية الفيلم فجعلا النهاية في الفيلم بخلاف النهاية في الرواية - بعد موافقة طه حسين - ففي الرواية يتزوج المهندس الخادمة لكن «يوسف جوهر» و»هنري بركات» قتلا المهندس في الفيلم - نوعًا من التطهير - وفقًا لنظرية (أرسطو) أو أخلاقيًا حتى يعاقب المسيء وهي نهاية درامية أكثر توافقًا من تزويجه بالخادمة.. ووافق طه حسين على النهاية الدرامية الماسوية ونجح العمل الدرامي.