أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية مساء أمس الجمعة، تعليقًا على رفض المملكة عضوية مجلس الأمن، أن فرنسا تشاطر السعودية «إحباطها» إزاء شلل مجلس الأمن في مواجهة الأزمة في سوريا. فيما اعتبرت تركيا التي انتقدت قصور الأممالمتحدة حيال الأزمة السورية، أن رفض المملكة السعودية الدخول إلى مجلس الأمن الدولي يجعل المنظمة الدولية «تفقد من مصداقيتها». ونقلت وكالة أنباء دوغان عن الرئيس التركي عبد الله غول قوله للصحافيين في إسطنبول إن «الأممالمتحدة تفقد الكثير من مصداقيتها»، معتبرًا أنها تفشل في الرد بفعالية على الأزمات في العالم. وأضاف «على حد علمي، إن قرار المملكة السعودية يهدف إلى لفت نظر المجتمع الدولي إلى هذه الحالة، ينبغي احترام قرارها». من جهته، قال المتحدث باسم الخارجية الفرنسية رومان نادال «نشاطر (المملكة) إحباطها أمام شلل مجلس الأمن، إلا أن لدينا بالتحديد للرد على ذلك اقتراحًا اصلاحيًا لحق الفيتو». وكانت فرنسا عرضت في سبتمبر عدم استخدام أعضاء مجلس الأمن الدائمين (الولاياتالمتحدةوفرنسا وبريطانيا وروسيا والصين) لحق الفيتو في حال حصول «مجازر واسعة». وانتخبت السعودية الخميس للمرة الأولى عضواً غير دائم في مجلس الأمن قبل أن تعلن أمس، رفضها الدخول إليه بسبب «عجز» المجلس وخصوصًا في تسوية النزاع السوري. وذكر نادال بأنه «طيلة عامين ونصف عام، لم يتمكن مجلس الأمن من اتخاذ قرار بشأن سوريا». وقد استخدمت روسيا والصين، وهما اثنتان من 5 دول دائمة العضوية في مجلس الأمن، حقهما في الفيتو لتجميد صدور قرارات تدين النظام السوري، وكان يمكن أن تشرع تدخلاً عسكرياً دولياً في هذا البلد. وذكر رومان نادال أيضا بأنه أثناء الجمعية العامة للأمم المتحدة في نهاية سبتمبر في نيويورك، عرض الرئيس الفرنسي فرنسوا أولاند إصلاحا «دون تعديل شرعة (الأممالمتحدة) يؤدي إلى الحد التلقائي من استخدام حق الفيتو من قبل الأعضاء الدائمين». وبحسب الاقتراح الفرنسي، عندما يكون أمام مجلس الأمن اتخاذ قرار بشأن حالة «مجازر واسعة»، يتعهد الأعضاء الدائمون بالعدول عن استخدام حقهم في الفيتو. وعلى الأمين العام للأمم المتحدة وبعد طلب يقدم إليه من 50 دولة عضواً على الأقل، أن يتخذ القرار حول طبيعة المجزرة. وقال المتحدث باسم الخارجية الفرنسية أيضا «إنه رد بسيط سيسمح بتعزيز فعالية مجلس الأمن، ولا شك أيضا شرعيته وقدرته على الإضطلاع بمسؤولياته في حفظ السلام والأمن الدوليين». إلى ذلك، يتوجه الموفد الدولي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي اليوم السبت إلى مصر، محطته الأولى ضمن جولة اقليمية، تحضيرًا لمؤتمر جنيف 2 المزمع عقده في نوفمبر. وأعلنت الناطقة باسمه خولة مطر أن الدبلوماسي الجزائري سيلتقي السبت في القاهرة وزير الخارجية المصري نبيل فهمي والأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي، مؤكدة أن زيارته ستشمل دمشق وطهران. ويأتي الإعلان عن الجولة غداة تصريح وزير الخارجية الأميركي جون كيري أنه سينتقل إلى لندن الأسبوع المقبل، للقاء الجهات الداعمة للمعارضة السورية، في خطوة تزامنت مع الإعلان عن عقد اجتماع ل»مجموعة أصدقاء سوريا» في لندن الثلاثاء المقبل. وقال كيري «نعمل في اتجاه عقد مؤتمر جنيف»، مؤكدًا أن «لا حل عسكريا» للنزاع السوري. ويبدأ الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية من جهته اجتماعات في اسطنبول الثلاثاء لاتخاذ «قرار نهائي» حول المشاركة في جنيف 2 الذي تنقسم حوله المعارضة. ويشترط قادة في الائتلاف أن يكون جنيف ممًرا للإطاحة بالرئيس بشار الأسد، الذي تنتهي ولايته في العام 2014، بينما يرفض النظام البحث في الموضوع، معتبرً أن القرار في هذا الشأن يعود للشعب السوري من خلال صناديق الانتخاب. ودعا كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف في مايو إلى عقد مؤتمر دولي للسلام في سوريا يجمع ممثلين للنظام والمعارضة. ميدانياً، أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان أن 12 كرديا ًبينهم 6 أطفال وشابتان، قتلوا «في قصف للقوات النظامية على مناطق في بلدة تلعرن» في ريف حلب. فيما بات اللبنانيون التسعة الذين خطفوا في سوريا قبل أكثر من عام، في طريقهم إلى تركيا، بحسب ما أفاد وزير الداخلية اللبناني مروان شربل لوكالة فرانس برس أمس الجمعة. وقال شربل إن «قصة المخطوفين انتهت. وهم في طريقهم الى تركيا، ونحن في انتظار عملية لوجستية لاتمام الافراج عنهم».