img src="http://www.al-madina.com/files/imagecache/node_photo/10_789.jpg" alt="علماء دين:اختفاء "الإخوان" مسألة وقت" title="علماء دين:اختفاء "الإخوان" مسألة وقت" width="280" height="180" / أكد عدد من علماء الدين أن مستقبل جماعة الإخوان أصبح غامضًا للغاية وحتى إذا اختاروا الابتعاد عن السياسة وممارسة الدعوة الدينية فحسب فالأمر سيكون صعبًا عليهم خاصة بعد الرفض الشعبي المصري بل؛ والعربي لكل ما يتعلق بالإخوان المسلمين من قريب أو من بعيد، السؤال القائم: هل جماعة الإخوان المسلمين باتت آيلة للأفول بعد الفشل الذي منيت به؟!. بداية يقول الدكتور الأحمدي أبوالنور عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر: إن الجماعة أمامها سيناريوهان أولهما أن يتمسك الصقور في الجماعة بمواقعهم بما يؤدي إلى عدم إمكانية الحديث عن جماعة إخوانية معتدلة في الوقت الراهن، أو حتى بعد عدة سنوات، خاصة في ظل الاعتقالات الحالية لمعظم قيادات الجماعة، وهنا لا يمكن أن نتصور خروجًا أو انقسامًا في الإخوان لقيادات شابة معتدلة لأن التنظيم الذي يقوم على السمع والطاعة لا يمكن أن نتصور أن تجرؤ قيادات شابة على الخروج أو الانقسام عنه خاصة في ظل وجود فئات كثيرة من المجتمع غير مستعدة الآن لعودة الإخوان الى العمل السياسي فالمدهش أنه على مدى 80 عامًا من عمر التنظيم جرت عدة محاولات لدمجهم في المجتمع المدني والسياسي في عهد الملكية، ثم في بداية عهد عبدالناصر، ثم في بداية عهد السادات، ثم في عهد مبارك، وفي كل مرة كانت تنتهي بكارثة من جانبهم مثل اغتيال زعيم أو رئيس واليوم هم متهمون بممارسة العنف ضد شعب بأكمله لهذا فموقفهم ضعيف للغاية. جيل جديد من جانبه يقول الدكتور احمد عمر هاشم: أنا أتمنى أن ينشق المستنيرون من الإخوان ويعودوا لممارسة الدعوة فحسب وأنا أتوقع أن يظهر قريبا جيل جديد من الإخوان هدفه الدعوة الإسلامية فقط، وهذا الأمر يحتاج إلى أشخاص جدد غير الموجودين الآن وفي ثوب جديد، من خلال أشخاص لم يشاركوا في هذه الأحداث وإذا نجح الإخوان في ذلك ستكون نقطة البداية، فكل الشواهد تؤكد أن جماعة الإخوان في سبيلها للانقسام إلى جماعتين إحداهما تضم في عضويتها الصقور المتشددين داخل الجماعة وهي التي ستستمر في مناهضة الشعوب العربية، أما الجماعة الأخرى من المتوقع أن تكون جماعة خيرية دعوية تنطلق من القاعدة الخيرية والدعوية التي بناها الإخوان في الشارع المصري طوال السنوات الفائتة خصيصا في الفترة التي واكبت عهد الرئيس أنور السادات ومن المتوقع ألا تمارس تلك الجماعة السياسة ولا تتدخل في السياسة وقد تشتق لنفسها اسمًا من اسم الجماعة نفسه حتى لا تبتعد كثيرا وسوف تعتمد على الرسائل الدعوية للإمام حسن البنا وربما يكون د.محمد على بشر أو عمرو دراج أو حلمي الجزار من الشخصيات التي لو تم التفاهم معها تُحل المشكلة، ولكن بعد غياب المجموعة القطبية، التي تحكمت في الأمر سنوات طويلة. مراجعات نقدية أما الدكتور محمود حمدى زقزوق وزير الأوقاف المصري الأسبق فيرى أن اختفاء جماعة الإخوان المسلمين أمر مستبعد إن لم يكن مستحيلا وإن كان الموقف اليوم أصعب بسبب وجود بعض المعارضة الشعبية لوجود الجماعة ولكن هذا سيزول بمرور الوقت من وجهة نظري وهنا سيبدأ الإخوان عملهم من جديد ولهذا فعلى جماعة الإخوان المسلمين أن تجري مراجعات نقدية، وإذا لم يتم اجراء تلك المراجعات فسيؤدي ذلك دون شك إلى إمكانية حصول انشقاقات للتيار الإصلاحي الذي يضطلع بهذا الدور، وهو ما بدا جليا من تصريحات قادتهم التي سعت إلى ترويج أفكار التآمر عليهم وعلى «المشروع الإسلامي» لانتقاد سياستهم وقد يكون هذا رد فعل أولي لكن لا مستقبل لهذه الجماعة إذا لم تقم بمراجعة ونقد ذاتي عميق لفكرها وبنيتها التنظيمية وللصيغة التي تقوم عليها كجماعة سرية فوق الدولة وفوق القانون.
آل زلفة: الإخوان خلطوا فكرهم ب"السلفية النقية" فأنتجوا الإسلام الحركي قال عضو مجلس الشورى سابقًا الدكتور محمد آل زلفة إنه ومنذ فترة طويلة كانت هناك مؤشرات تدل على أن أتباع هذا الفكر كانوا يخططون لنشر فكرهم من خلال المفاصل المهمة في توجيه الرأي مثل التعليم والإعلام والجامعات. لكن وعلى حد وصف آل زلفة فإن المجتمع السعودي لم يكن يدرك خطورة هذا التنظيم كما أدركه المجتمع المصري من قبل. وكشف آل زلفة أن الإخوان بدأوا في محاولة صبغ فكرهم على كل مجالات الحياة لدرجة أنهم أثروا في الجامعات لفترة معينة، وأدخلوا مناهج الثقافة الإسلامية وكانت حكرًا عليهم، كذلك المناشط الشبابية، مما جعلنا ندفع الثمن فيما بعد، كما أشار آل زلفة إلى أن كتبًا مثل كتب سيد قطب كان الإخوان حريصين على تعلميها ونشرها في المدارس، إضافة إلى الأنشطة غير المنهجية في المدارس والجامعات مما جعلهم يخلطون فكرهم بما أسماه «السلفية النقية» البسيطة والسمحة فحول الإسلام إلى إسلام حركي. ويرى آل زلفة أنه لن تكون هناك عودة للإخوان بعد سقوطهم في مصر، خاصة بعد الأزمات التي تركوها سياسيًا واقتصاديًا، مشيرًا إلى أن الإخوان كتنظيم يحمل فكر الفساد من أصله فهم يحرصون على جمع المال بأي وسيلة كانت وصرفها في مشروعات تخدم أهدافهم وأفكارهم لذلك رأيناهم يرفعون شعارات مثل بنك إسلامي واقتصاد إسلامي، وغيره وليس ذلك سوى لتحقيق أجندتهم، مستغلين الناس البسطاء. ويعتقد آل زلفة أن المجتمع المصري ثار ضد الإخوان حينما رأى أن هدفهم السيطرة والتحكم في مفاصل الدولة وأخونتها بطريقة يصعب تفكيكها فيما بعد. ويعتقد آل زلفة أن سقوط الإخوان سيكون مدويًا في جميع المناطق التي امتد إليها نفوذهم، وسيكون مؤثرًا على مستقبل الإخوان وقد لا تقوم لهم قائمة بسهولة إلا أن يعيدوا تجديد أفكارهم من أفكار متشددة إلى أفكار معتدلة تقود المنطقة إلى الواقعية والعقلانية والإسلام الصحيح، مشيرًا إلى أن المصريين حين ثاروا أرادوا القضاء على ما قبل ثورة 25 يناير من ظلم وطغيان، كذلك ثاروا على حكم الإخوان بعدها؛ لذلك هناك رؤية تتبلور الآن لفكر جديد وتوجه جديد في مصر لمنح الفرصة للجميع ونشر فكر إسلامي معتدل سمح لا يفرض بالقوة، وممارسة ديمقراطية حرة ونزيهة، ومن ثم سيؤثر ذلك الفكر على باقي دول المنطقة. الطريقي: الفكر الإخواني كما الأيديولوجيات القومية هي الوجه الآخر للديكتاتورية من جانبه نبه الكاتب الصحفي صالح الطريقي إلى أن الإخوان أو فكرهم لا يختلف كثيرا عن غالبية الفكر العربي بغض النظر هل ينطلقون من أيديولوجيا «القومية العربية» أو «الأمة الإسلامية» أو من يقدمون أنفسهم «العلمانيون أو الليبراليون». موضحًا أن كل هؤلاء حين تقرأ سياستهم وآلية تطبيقها وليس الخطاب الممجوج -على حد تعبيره- الذي يحاول أن يظهر على أنه يؤمن بالتعددية، ستكتشف أن الإخوان لا يختلفون عن النظام السابق الذي خرجت الجماهير المصرية ضده، ويشير الطريقي إلى أن الإخوان كانوا ينفون البقية ويشيطنونهم أو يمنحونهم صفة «العمالة للخارج» أي أن كل من لا يؤيدهم خائن للدين أو للوطن، ويخادعون إذ لا يلتزمون بما اتفق عليه مع الآخر، وكان آخر من ذاق خداعهم كان «حزب النور السلفي» الذي وقف معهم في الانتخابات وفي التصويت على الدستور، واستغلوا الدين كثيرا ليساندوا الإخوان، ثم ومن جديد فعل بهم الإخوان كما فعلوا مع بقية المعارضة. ويؤكد الطريقي أن هذا السلوك السياسي للإخوان أو «الفايروس» مصاب به بقية أو غالبية الأحزاب العربية أيًا كان توجهها، إذ يرددون بقبول الآخر، وحين يصلون للسلطة ينفونه ويشطينونه ويخونونه. من هذه الزاوية يرى الطريقي أن ما يحتاجه العرب ليس مقاومة فكر «الإخوان» فقط، بل مقاومة هذا الفكر أو الفايروس المصاب به الغالبية التي ترى نفسها ضحية ومظلومة وذلك لإدمانهم هذا الدور، وعدم تدربهم على نقد الذات، لكن الغالبية وبسبب عدم تدربهم على نقد الذات، ملمحًا إلى أن هذه الغالبية ترى الآخرين مرضى بالدكتاتورية لكنهم في ذات الوقت لا يعرفون أنهم الوجه الآخر لهذه الديكتاتورية، والدليل أن الإخوان وبعد أن لعبوا لسنوات طويلة دور المعارضة وشاهدوا قمع الحكومات لهم ورفضهم للتعددية، حين جاءوا للحكم لم يختلفوا عمن سبقوهم، وحتى من تسلموا السلطة الآن الذين عارضوا ديكتاتورية الإخوان لهم، أباحوا الديكتاتورية لأنفسهم. ويعتقد الطريقي أننا لن نخرج من هذه الدائرة ما لم يعترف غالبية الحكومات والأحزاب أنهم مازالوا ضد التعددية، ومازالوا ينادون بالتعددية إلى أن يصلوا للسلطة، وحين يصلوا إليها لن يختلفوا كثيرًا عن حماس حين رمت المعارضة من فوق العمارات، بصفتهم شياطين وخونة للقضية. الحبيب: التداعيات التي خلفها عزل الرئيس مرسي ستؤثر حتما على انتشار الفكر الإخواني من جانبه أشار الباحث والكاتب الدكتور عبدالرحمن الحبيب إلى أن التداعيات التي خلفها عزل الرئيس مرسي ستؤثر حتمًا على انتشار الفكر الإخواني، إنما درجة هذا التأثير ستعتمد على تصاعد التداعيات وعلى النقطة التي سيصل إليها هذا التصعيد، موضحًا أن هناك تصعيدًا متبادلًا بين الطرفين (العسكر والإخوان) دون أي مرونة أو تنازل من الطرفين، ورغم أنه لا يبدو أن هناك مجالًا للتهدئة إلا أنني أظن أنه من الصعوبة أن نتوقع مزيدًا من التصعيد. وإذا كان لا يبدو أن العسكر في وارد تقديم أي تنازلات بحكم قوة موقعهم فلا بد للإخوان من إعادة النظر في موقفهم الحالي. وأضاف الحبيب أنه إذا حصلت تهدئة من نوع ما فإن الفكر الإخواني سيستمر بوتيرة مشابهة لما كان عليه، أما إذا زاد التصعيد وحصل حل لجماعة الإخوان فمن المرجح أن يتقوقع الإخوان وفكرهم. وأوضح الحبيب أن مصر تعيش حالة استقطاب بين إرادة طرفين (العسكر والإخوان)، وأن الحل يكمن في كلمات بسيطة نعرفها ولكن يصعب تطبيقها كالمرونة والبراجماتية أو على الأقل التهدئة. كما أشار الحبيب إلى أن الاستقطاب الحاد في المنطقة العربية هو نتيجة ما تعيشه من مرحلة مخاض لما يسمى «الربيع العربي» وتحديد نتائج العلاقة (الصراع) بين القديم والجديد، والذي يأخذ صورًا شتى، ففي مستوى نظري وتطبيقي يتشكل من خلال الجدل بين القمع والحرية، وبين الدكتاتورية والديمقراطية. وفي مستوى حضاري يتشكل الخلاف بين المحافظين والمجددين، وحينًا بين السلفيين والليبراليين في أحد مستوياته، وفي مستويات أخرى يأتي القديم في صدارة المشهد فيصبح جدلًا طائفيًا محتقنًا راكمته قرون من الخلاف غير الصحي. ويشير الحبيب إلى أنه في خضم هذا الاحتقان كانت الصدمة حادة لأحد أهم التيارات السياسية والفكرية في العالم العربي بعد عزل الرئيس مرسي، وأظن أن الصدمة النفسية للإخوان فاقمت حالة الاستقطاب. وأكد الحبيب أهمية التهدئة والتي تتم رويدًا رويدًا بالعودة للمؤسسات المدنية والحقوقية والعدلية، وتحويل الصراع إلى خلاف مدني تحكمه المؤسسات، وخلاف مشروعات تنموية وأفكار ثقافية تنقلها وسائل الإعلام ويحكم عليها الجمهور. لكن الحبيب يلمح إلى أن ذلك من الناحية النظرية يبدو سهلًا غير أنه يصفه بالمخاض العسير الحتمي على المنطقة.