أطلقت وزارة التعليم العالي مبادرتها الجديدة بإنشاء (المراكز البحثية للمنتجات المعرفية) لتعزيز البحث العلمي وبناء الاقتصاد المعرفي، أعلن ذلك وزير التعليم العالي في الكلمة التي القاها نيابة عنه الدكتور أحمد بن محمد السيف نائب الوزير في افتتاح فعاليات ملتقى ومعرض مراكز التميز البحثي بالجامعات السعودية ، الذي نظمته الوزارة يوم أمس الأحد بهدف التعريف بإنجازات ومساهمات مراكز التميز البحثي في رفع مستوى البحث العلمي في الجامعات السعودية، والتسويق للمنتجات المعرفية والمشاريع البحثية وبراءات الاختراع لهذه المراكز، إضافة إلى تفعيل العلاقة بينها وبين رجال الأعمال والقطاع الخاص. وأضاف وزير التعليم العالي في كلمته ، أن المراكز البحثية في الجامعات تنتقل حاليا إلى المراحل الإنتاجية وربطها بالواقع الصناعي والخدمي في المملكة بما يحقق بناء الاقتصاد المحلي المعرفي ويسهم في تنويع مصادر الاقتصاد الوطني وذلك بتطوير الصناعات التقنية المبنية على المعرفة ، مشيراً إلى أن وزارة التعليم العالي تسعى إلى تحقيق ريادة عالمية في شتى التخصصات العلمية من خلال الإبداع والتميز في الأداء وذلك للإسهام في بناء اقتصاد وطني مبني على المعرفة ، مشيراً إلى أن هذه المراكز ستفتح مجالات رحبة للتعاون مع جامعات عالمية مرموقة للاستفادة من خبراتها وتجاربها المتميزة مما يعزز ويبرز دور المملكة الريادي في تشجيع العلم والعلماء وإسهامها في دفع عجلة البحث العلمي. وفي ختام كلمته رفع وزير التعليم العالي شكره وتقديره لمقام خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني حفظهم الله على الدعم الكبير الذي يلقاه التعليم العالي . فيما استعرض الدكتور محمد بن عبد العزيز العوهلي وكيل الوزارة للشؤون التعليمية تجربة الوزارة في مراكز التميز البحثي وأثرها المعرفي والاقتصادي والاجتماعي ، مشيراً أن مراكز التميز البحثي في الجامعات السعودية تمكنت من نشر 453 بحثاً وترجمة 26 كتاباً وحصلت على 51 براءة اختراع ، كما استقطبت 284 باحث ومساعد باحث . وتناول الدكتور العوهلي في حديثه الأثر الاجتماعي لمراكز التميز البحثي وإسهامها في خدمة المجتمع من خلال إعداد 134 برنامجاً توعوياً تثقيفياً للمجتمع بمختلف أطيافه وشرائحه ، إلى جانب عقد ورش عمل وتنظيم ندوات في مختلف المناطق وأصدرت المراكز 14 مجلة تثقيفية وتوعوية وعلى إثر هذه المشاركات منحت مؤسسات المجتمع المدني مراكز البحث 10 جوائز في خدمة المجتمع. كما تحدث في الملتقى مدراء مراكز التميز البحثي في كل من جامعة الملك سعود ، جامعة الملك فهد للبترول والمعادن ، جامعة الملك عبد العزيز ، جامعة الملك فيصل حول مسيرة البحث في كل منها ومنتجاتها العلمية حيث تحدث مدير مركز التميز البحثي في المواد الهندسية بجامعة الملك سعود عن دور المركز في تعزيز التنمية، فيما تحدث مدير مركز التميز البحثي في الطاقة المتجددة بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن عن إسهامات تطبيقات الطاقة المتجددة في الاقتصاد ، من جانبه تحدث مدير مركز التميز البحثي في الجينوم الطبي بجامعة الملك عبد العزيز عن تجربة المركز ، أما مدير مركز التميز البحثي في التقنية الحيوية بجامعة الملك سعود فتحدث حول إنتاج بذور أصناف محاصيل خضروات ملائمة للظروف البيئية للمملكة, فيما تحدث مدير مركز التميز البحثي في النخيل والتمور بجامعة الملك فيصل عن أثر مشتقات النخيل في الاقتصاد المعرفي وتوطين صناعة البحث العلمي في مجال تحسين إنتاجية النخيل وتطوير صناعة التمور في المملكة. كما تضمن الملتقى حلقة نقاش حول الاستثمار الاقتصادي لمخرجات مراكز التميز البحثي شارك فيها كل من سمو الأمير الدكتور تركي بن سعود بن محمد آل سعود ومعالي نائب وزير التعليم العالي الدكتور أحمد بن محمد السيف ورجال أعمال ، تم خلالها استعراض التجارب الناجحة في استثمار نتائج البحوث داخلياً وخارجياً والآليات التي يراها رجال الأعمال مناسبة في دعم المبتكرات المعرفية لتحويلها إلى استثمار اقتصادي معرفي ، كما تضمنت الحلقة نقاشات حول العوائق التي تحول دون التكامل بين القطاع الخاص ومراكز البحوث في الجامعات . وفي ختام الحفل قام نائب وزير التعليم العالي بجولة على معرض مراكز التميز البحثي معرباً عن تقديره للجهود المبذولة في هذه المراكز. من جانبه قال الدكتور سامي العبدالوهاب الأمين العام لمراكز التميز البحثي بوزارة التعليم العالي إن منجزات مراكز التميز البحثي ساهمت في تحقيق بعض أهداف محور البحث العلمي ضمن خطة أفاق الاستراتيجية للتعليم العالي، والتي تشمل إنشاء مراكز بحثية فعالة، وتحقيق الجامعات لمراتب متقدمة في التصنيفات العالمية وتوجيه البحث العلمي بما يخدم تحول الاقتصاد السعودي نحو الاقتصاد المعرفي، والاستفادة من الكفاءات المتاحة المتميزة. مما عزز مواقع الجامعات الحاضنة لها في التصنيفات العالمية. وأشار إلى أن تمكن مراكز التميز البحثي من استقطاب باحثين وعلماء ومستشارين ساهم في التعريف بها داخلياً وخارجياً وربطها في مراكز أبحاث دولية أثرت في مخرجاتها البحثية والعلمية والأكاديمية والمجتمعية.